آخرين ، والحكم اللّه والمعود إليه يوم القيامة.
ودع عنك نهبا صيح فى حجراته (١) وهلمّ الخطب فى ابن أبى سفيان (٢)
فلقد أضحكنى الدّهر بعد إبكائه ، ولا غرو واللّه فيا له خطبا يستفرغ العجب ويكثر الأود ، حاول القوم إطفاء نور اللّه من مصباحه ، وسدّ فوّاره من
__________________
(١) البيت لامرىء القيس وتتمته وهات حديثا ما حديث الرواحل قاله عند ما كان جارا لخالد بن سدوس ، فأغار عليه بنو جديلة فذهبوا بأهله ، فشكا لمجيره خالد ، فقال له : أعطنى رواحلك ألحق بها القوم فأرد إبلك وأهلك ، فأعطاه ، وأدرك خالد القوم فقال لهم : ردوا ما أخذتم من جارى ، فقالوا : ما هو لك بجار ، فقال : واللّه إنه جارى وهذه رواحله ، فقالوا : نعم ، ورجعوا إليه ونزلوا عنهن وذهب بهن. والنهب ـ بالفتح ـ : الغنيمة ، و «صيح» أى : صاحوا للغارة «فى حجراته» جمع حجرة ـ بفتح الحاء ـ : وهى الناحية ، ووجه التمثيل ظاهر
(٢) هلم : اذكر ، و «هلم» لفظ يستعمل لازما ومتعديا : فاللازم بمعنى تعال ، قال الخليل : أصله «لم» فعل أمر من «لم اللّه شعثه» أى : جمعه ، كأن المتكلم أراد لم نفسك إلينا ـ أى : اجمعها واقرب منا ـ ثم دخلت «ها» التى للتنبيه ، وحذفت ألف «ها» لكثرة الاستعمال ، وجعلت الكلمتان كلمة واحدة : ويستوى فيها الواحد والاثنان والجمع والمؤنث فى لغة أهل الحجاز ، وبلغتهم جاء قوله تعالى : «وَاَلْقٰائِلِينَ لِإِخْوٰانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنٰا» فأما أهل نجد فانهم يصلون بها الضمائر فيقولون هلم وهلما وهلموا وهلمى وهلممن. وربما تعدى «هلم» إذا كان لازما باللام فيقال «هلم لك» كما يقال «هيت لك» فأما المتعدى فمعناه «هات» تقول «هلم الكتاب» أى : هاته وقال اللّه تعالى : «قُلْ هَلُمَّ شُهَدٰاءَكُمُ اَلَّذِينَ يَشْهَدُونَ» والخطب : عظيم الأمر وعجيبه الذى أدى لقيام من ذكره لمنازعته فى الخلافة ، والأود : الاعوجاج