غيره ، (١) أو يستنجح حاجة إلى النّاس بإظهار بدعة فى دينه (٢) ، أو يلقى النّاس بوجهين ، أو يمشى فيهم بلسانين ، اعقل ذلك فإنّ المثل دليل على شبهه.
إنّ البهائم همّها بطونها ، وإنّ السّباع همّها العدوان على غيرها ، وإنّ النّساء همّهنّ زينة الحياة الدّنيا والفساد فيها ، إنّ المؤمنين مستكينون (٣) إنّ المؤمنين مشفقون ، إنّ المؤمنين خائفون.
١٥٠ ـ ومن خطبة له عليه السّلام
وناظر قلب اللّبيب : به يبصر أمده (٤) ويعرف غوره ونجده ، داع دعا وراع رعا ، فاستجيبوا للدّاعى ، واتّبعوا الرّاعى قد خاضوا بحار الفتن ، وأخذوا بالبدع دون السّنن ، وأرز المؤمنون (٥)
__________________
(١) تقول : عر فلان فلانا يعره ـ من باب رد ـ أى : عابه ولطخه ، وقوله «غيره» مفعول لعر ، وفاعل قوله «فعله» ضمير مستتر ، والمعنى أن يقذف غيره بأمر قد فعله هو
(٢) «يستنجح» أى : يطلب نجاح حاجته من الناس بالابتداع فى الدين
(٣) «مستكينون» أى : خاضعون للّه عز وجل
(٤) ناظر القلب : استعاره من «ناظر العين» وهو النقطة السوداء منها ، والمراد بصيرة القلب بها يدرك اللبيب أمده ، أى : غايته ومنتهاه ، والغور : ما انخفض من الأرض ، والنجد : ما ارتفع منها ، أى : يدرك باطن أمره وظاهره
(٥) أرز يأرز ـ بكسر الراء فى المضارع ـ أى : انقبض وثبت ، وأرزت الحية : لاذت بجحرها ورجعت إليه ، وفى الحديث «إن الاسلام ليازر إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها» أى : ينضم إليها ويجتمع