ذروته ، وعزا لمن تولاّه ، وسلما لمن دخله ، وهدى لمن ائتمّ به ، وعذرا لمن انتحله ، وبرهانا لمن تكلّم به ، وشاهدا لمن خاصم به ، وفلجا لمن حاجّ به (١) ، وحاملا لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجنّة لمن استلأم (٢) ، وعلما لمن وعى ، وحديثا لمن روى ، وحكما لمن قضى.
١٩٤ ـ ومن كلام له عليه السّلام
كان يوصى به أصحابه
تعاهدوا أمر الصّلاة ، وحافظوا عليها ، واستكثروا منها ، وتقرّبوا بها ، فإنّها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، ألا تسمعون إلى جواب أهل النّار حين سئلوا : «مٰا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قٰالُوا لَمْ نَكُ مِنَ اَلْمُصَلِّينَ» وإنّها لتحتّ الذّنوب حتّ الورق (٣) وتطلقها إطلاق الرّبق (٤) ، وشبّهها رسول اللّه ، صلّى اللّه عليه وآله وسلم بالحمّة (٥) تكون على باب الرّجل فهو يغتسل منها
__________________
(١) الفلج ـ بالفتح ـ : الظفر والفوز ، وباب فعله نصر
(٢) الجنة ـ بالضم ـ : ما به يتقى الضرر ، و «استلأم» أى : لبس اللأمة ، وهى الدرع أو جميع أدوات الحرب ، أى : إن من جعل القرآن لأمة حربه لمدافعة الشبه والتوقى من الضلالة كان القرآن وقاية له
(٣) حت الورق عن الشجرة : قشره
(٤) الربق ـ بالكسر ـ : حبل فيه عدة عرى كل منها ربقة ، أى : إطلاق الحبل ممن ربط به ، فكأن الذنوب ربق فى الأعناق والصلاة تفكها منها.
(٥) الحمة ـ بالفتح وتشديد الميم ـ : كل عين تنبع بالماء الحار يستشفى بها من العلل ، الدرن : الوسخ. روى فى الحديث أن النبى صلى اللّه عليه وآله وسلم قال «أيسر أحدكم أن يكون على بابه حمة يغتسل منها كل يوم خمس مرات فلا يبقى من درنه شىء؟» قالوا نعم ، قال : «إنها الصلوات الخمس»