١٢٢ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لما عوتب على التسوية فى العطاء
أتأمرونّى أن أطلب النّصر بالجور فيمن ولّيت عليه؟ واللّه ما أطور به ما سمر سمير (١) وما أمّ نجم فى السّماء نجما (٢) لو كان المال لى لسوّيت بينهم ، فكيف وإنّما المال مال اللّه!؟ ألا وإنّ إعطاء المال فى غير حقّه تبذير وإسراف ، وهو يرفع صاحبه فى الدّنيا ، ويضعه فى الآخرة ، ويكرمه فى النّاس ، ويهينه عند اللّه ، ولم يضع امرؤ ماله فى غير حقّه ولا عند غير أهله إلاّ حرمه اللّه شكرهم ، وكان لغيره ودّهم ، فإن زلّت به النّعل يوما فاحتاج إلى معونتهم فشرّ خدين (٣) وألأم خليل.
__________________
(١) ما أطور به : من «طار يطور حول الشىء» أى : ما آمر به ، ولا أقاربه ، مبالغة فى الابتعاد عن العمل بما يقولون. و «ما سمر سمير» أى : مدى الدهر. وهو مثل ، والمشهور فيه «ما سمر ابنا سمير» قالوا : السمير هو الدهر وابناه الليل والنهار ، وقيل : السمير هو السمر ، وجعل الليل والنهار ابنيه لأنه يسمر فيهما ، وربما قالوا : «لا أفعله السمر والقمر» أى : ما دام الناس يسمرون فى ليالى القمر ، وقد يقولون «لا أفعله سمير الليالى» ومنه قول الشنفرى فى بعض رواياته : ـ
هنالك لا أرجو حياة تسرنى |
|
سمير الليالى مبسلا بالجرائر |
(٢) أى : ما قصد نجم نجما
(٣) خدين : صديق ، وأصل هذه المسألة أن أبا بكر الصديق رضى اللّه عنه كان يسوى بين المسلمين فى قسمة الفىء والصدقات ، فلما أفضت الخلافة إلى أبى حفص عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه فضل السابقين من المهاجرين على غيرهم ، وجمهور المهاجرين على الأنصار ، والعرب على العجم ، فلما كان عهد