رطوبة لسانه فكم من مهمّ من جوابه عرفه فعىّ عن ردّه (١) ، ودعاء مؤلم بقلبه سمعه فتصامّ عنه : من كبير كان يعظّمه ، أو صغير كان يرحمه ، وإنّ للموت لغمرات هى أفظع من أن تستغرق بصفة ، أو تعتدل على قلوب أهل الدّنيا (٢)
٢١٧ ـ ومن كلام له عليه السّلام
قاله عند تلاوته : «رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَلاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اَللّٰهِ» إنّ اللّه سبحانه [وتعالى] جعل الذّكر جلاء القلوب (٣) ، تسمع به بعد الوقرة ، وتبصر به بعد العشوة ، وتنقاد به بعد المعاندة ، وما برح للّه ـ عزّت آلاؤه ـ فى البرهة بعد البرهة وفى أزمان الفترات (٤) عباد ناجاهم فى فكرهم ، وكلّمهم فى ذات عقولهم ، فاستصبحوا بنور يقظة فى الأبصار والأسماع والأفئدة (٥) يذكّرون بأيّام اللّه ، ويخوّفون مقامه ، بمنزلة الأدلّة فى الفلوات (٦) ، من أخذ
__________________
(١) عى : عجز لضعف القوة المحركة للسان.
(٢) «تعتدل» أى : تستقيم عليها بالقبول والادراك ، أى : لغفلتهم عنها لا تتناسب عند عقولهم فيدركوها
(٣) الذكر : استحضار الصفات الآلهية ، والوقرة : ثقل فى السمع. والعشوة : ـ مثلثة العين ـ ضعف البصر
(٤) الفترة بين العملين. زمان بينهما يخلو منهما ، والمراد أزمنة الخلو من الأنبياء مطلقا ، و «ناجاهم» أى : خاطبهم بالالهام
(٥) استصبح : أضاء مصباحه ، أى : أضاء مصباح الهدى لهم بنور اليقظة فى أبصارهم الخ
(٦) الفلوات : المفازات والقفار واحدها فلاة