هديّة ، فقلت : هبلتك الهبول (١) ، أعن دين اللّه أتيتنى لتخدعنى؟ أمختبط ، أم ذو جنّة ، أم تهجر (٢)؟ واللّه لو أعطيت الأقاليم السّبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصى اللّه فى نملة أسلبها جلب شعيرة (٣) ما فعلت ، وإنّ دنياكم عندى لأهون من ورقة فى فم جرادة تقضمها (٤) ما لعلىّ ولنعيم يفنى ، ولذّة لا تبقى نعوذ باللّه من سبات العقل (٥) ، وقبح الزّلل ، وبه نستعين
٢٢٠ ـ ومن دعاء له عليه السلام
اللّهمّ صن وجهى باليسار (٦) ، ولا تبذل جاهى بالإقتار ، فأسترزق طالبى رزقك ، وأستعطف شرار خلقك ، وأبتلى بحمد من أعطانى ، وأفتن بذمّ من منعنى ، وأنت من وراء ذلك كلّه ولىّ الاعطاء والمنع «إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
__________________
(١) هبلتك ـ بكسر الباء ـ ثكلتك. والهبول ـ بفتح الهاء ـ المرأة لا يعيش لها ولد. «عن دين اللّه» متعلق بتخدعنى
(٢) أمختبط فى رأسك فاختل نظام إدراكك ، أم أصابك جنون ، أم تهجر. أى : تهذى بما لا معنى له
(٣) جلب الشعيرة ـ بكسر الجيم ـ قشرتها ، وأصل الجلب : غطاء الرحل فتجوز فى إطلاقه على غطاء الحبة
(٤) قضمت الدابة الشعير ـ من باب علم ـ كسرته بأطراف أسنانها
(٥) سبات العقل : نومه ، والزلل : السقوط فى الخطأ
(٦) صيانة الوجه : حفظه من التعرض للسؤال ، وبذل الجاه : إسقاط المنزلة من القلوب ، واليسار : الغنى ، والاقتار : الفقر ، وقوله «فأسترزق» ترتيب على البذل بالاقتار ، فانه لو افتقر لطلب الرزق من طلاب رزق اللّه ، وهم الناس