نواك (١) ثمّ ابلغ جهدك فلا أبقى اللّه عليك إن أبقيت (٢)
١٣٢ ـ ومن كلام له عليه السّلام
لم تكن بيعتكم إيّاى فلتة ، وليس أمرى وأمركم واحدا : إنّى أريدكم للّه ، وأنتم تريدونى لأنفسكم! أيّها النّاس ، أعينونى على أنفسكم ، وايم اللّه لأنصفنّ المظلوم من ظالمه ، ولأقودنّ الظّالم بخزامته (٣) حتّى أورده منهل الحقّ وإن كان كارها.
١٣٣ ـ ومن كلام له عليه السّلام
فى معنى طلحة والزبير
واللّه ما أنكروا علىّ منكرا ، ولا جعلوا بينى وبينهم نصفا (٤) وإنّهم
__________________
فمن هنا تأرثت الضغينة فى قلب المغيرة عليه
(١) النوى ههنا : بمعنى الدار ، ويروى فى مكانه «أبعد اللّه نوءك» بالهمز واحد أنواء السماء ، وهى النجوم التى كان العرب ينسبون إليها المطر ، والمراد : أبعد اللّه خيرك
(٢) الجهد ـ بالفتح ـ الغاية ، ويقال : قد جهد فلان جهده ، أى : انتهى إلى غايته ، وهو بفتح الجيم فى هذا الاستعمال لا يجوز فيه غيره
(٣) الفلتة : الأمر يقع عن غير تدبر ولا روية. و «أعينونى على أنفسكم» معناه خذوا أنفسكم بالعدل ، واقمعوها عن اتباع الهوى ، واردعوها بعقولكم عن المسالك التى ترديها وتوبقها ، فانكم إذا فعلتم ذلك أعنتمونى عليها ، ومعنى قوله «أريدكم للّه وأنتم تريدوننى لأنفسكم» أنه لا يريد من طاعتهم له إلا نصرة اللّه والقيام بحقوقه ، وليس يريدهم لحظ نفسه ، وأما هم فانهم يريدونه لحظوظ أنفسهم من العطاء والتقريب والأسباب الموصلة إلى منافع الدنيا ، والخزامة ـ بالكسر ـ : حلقة من شعر تجعل فى وترة أنف البعير ليشد فيها الزمام ويسهل قياده
(٤) النصف ـ محركة ـ : أسم