على حبّ الآمال ، وتعاديتم فى كسب الأموال ، لقد استهام بكم الخبيث (١) وتاه بكم الغرور ، واللّه المستعان على نفسى وأنفسكم
١٣٠ ـ ومن كلام له عليه السّلام
وقد شاوره عمر [بن الخطاب رضى اللّه عنه]
فى الخروج إلى غزو الروم بنفسه
وقد توكّل اللّه لأهل هذا الدّين باعزاز الحوزة (٢) وستر العورة ، والّذى نصرهم وهم قليل لا ينتصرون ، ومنعهم وهم قليل لا يمتنعون ، حىّ لا يموت (٣)
__________________
عليه : الاتفاق على تمكينه فى النفوس ، وقوله «نبت المرعى على دمنكم» : تأكيد وتوضيح للجملة قبلها ، والدمن ـ بكسر ففتح ـ جمع دمنة ـ بالكسر ـ وهى الحقد القديم ، ونبت المرعى عليه : استتاره بظواهر النفاق وزينة الخداع ، وأصل الدمن : السرقين وما يكون من أرواث الماشية وأبوالها ، وسميت بها الأحقاد لأنها أشبه شىء بها قد تنبت عليها الخضر وهى على ما فيها من قذر ، وهذا كلام ينعى به حالهم مع وجود كتاب اللّه ومرشد الالهام
(١) استهام : أصله من «هام على وجهه» إذا خرج لا يدرى أين يذهب ، أى : أخرجكم الشيطان من نور الفطرة وضياء الشريعة إلى ظلمات الضلال والحيرة
(٢) الحوزة : ما يحوزه المالك ويتولى حفظه ، وإعزاز حوزة الدين : حمايتها من تغلب أعدائه
(٣) «توكل» أصله بمعنى صار لهم وكيلا ، والوكيل معناه الكفيل الزعيم بالشىء ، ويروى فى مكانه «تكفل» والمعنى واحد ، والحوزة : الناحية ، وحوزة الملك : بيضته التى يدافع عنها. يقول : إن الذى نصرهم فى الابتداء على ضعفهم وقلة عددهم هو اللّه تعالى ، وهو حى لا يموت فأجدر به أن ينصرهم ثانيا كما نصرهم أولا