غير ذوات ريش ولا قصب (١) ، إلاّ أنّك ترى مواضع العروق بيّنة أعلاما (٢) لها جناحان لمّا يرقّا فينشقّا (٣) ولم يغلظا فيثقلا ، تطير وولدها لاصق بها ، لاجىء إليها : يقع إذا وقعت ، ويرتفع إذا ارتفعت ، لا يفارقها حتّى تشتدّ أركانه ، ويحمله للنّهوض جناحه ، ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه ، فسبحان البارى لكلّ شىء على غير مثال خلا من غيره (٤)
١٥٤١ ـ ومن كلام له عليه السّلام
خاطب به أهل البصرة على جهة اقتصاص الملاحم
فمن استطاع عند ذلك أن يعتقل نفسه على اللّه فليفعل! فإن أطعتمونى فإنّى حاملكم ـ إن شاء اللّه ـ على سبيل الجنّة ، وإن كان ذا مشقّة شديدة ، ومذاقة مريرة.
__________________
(١) القصبة : عمود الريشة ، أو أسفلها المتصل بالجناح ، وقد يكون مجردا عن الزغب فى بعض الحيوانات مما ليس بطائر كبعض أنواع القنفذ أو الفيران له قصب محدود الأطراف يرمى به صائده كما يرمى النابل ، ويعرف بالفار الأمريكى.
(٢) أى : رسوما ظاهرة
(٣) «لما يرقا» : عبر بلما إشارة إلى أنهما ما رقا فى الماضى ولا هما رقيقان ، فهو نفى مستمر إلى وقت الكلام فى أى زمن كان
(٤) خلا : تقدم عن سواه فحاذاه ، وهذه الخطبة مما اتخذها بعض الناس دليلا على أن الكتاب مصنوع صنعه الشريف الرضى ، لدقة الوصف ، واستكماله ، وانظر المقدمة التى قدمنا بها الكتاب