وأمّا فلانة فأدركها رأى النّساء ، وضغن غلا فى صدرها كمرجل القين (١) ولو دعيت لتنال من غيرى ما أتت إلىّ لم تفعل. ولها بعد حرمتها الأولى ، والحساب على اللّه.
منه : سبيل أبلج المنهاج ، أنور السّراج ، فبالايمان يستدلّ على الصّالحات ، وبالصّالحات يستدلّ على الإيمان ، وبالإيمان يعمر العلم ، وبالعلم يرهب الموت ، وبالموت تختم الدّنيا ، وبالدّنيا تحرز الآخرة (٢) وإنّ الخلق لا مقصر لهم عن القيامة (٣) ، مرقلين فى مضمارها إلى الغاية القصوى.
ومنه : قد شخصوا من مستقرّ (٤) الأجداث ، وصاروا إلى مصائر الغايات ، لكلّ دار أهلها : لا يستبدلون بها ، ولا ينقلون عنها ، وإنّ الأمر
__________________
(١) المرجل : القدر ، والقين ـ بالفتح ـ : الحداد ، أى : أن ضغينتها وحقدها كانا دائمى الغليان كقدر الحداد فانه يغلى ما دام يصنع ، ولو دعاها أحد لتصيب من غيرى غرضا من الاساءة والعدوان مثل ما أتت إلى ـ أى : فعلت بى ـ لم تفعل ، لأن حقدها كان على خاصة
(٢) وبالدنيا الخ : أى إنه إذا رهب الموت وهو ختام الدنيا كانت الرهبة سببا فى حرص الانسان على الفائدة من حياته فلا يضيع عمره بالباطل وبهذا يحرز الآخرة
(٣) المقصر ـ كمعقد ـ : المجلس ، أى : لا مستقر لهم دون القيامة فهم ذاهبون إليها مرقلين : أى مسرعين فى ميدان هى غايته ومنتهاه
(٤) شخصوا : ذهبوا ، والأجداث : القبور ، والمصائر : الغايات ، جمع مصير ، وهو ما يصير إليه الانسان من شقاء وسعادة. والكلام فى القيامة