ونطق الضّالّون المكذّبون. نحن الشّعار (١) والأصحاب ، والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمّى سارقا
منها : فيهم كرائم القرآن (٢) ، وهم كنوز الرّحمن ، إن نطقوا صدقوا وإن صمتوا لم يسبقوا (٣) ، فليصدق رائد أهله (٤) ، وليحضر عقله ، وليكن من أبناء الآخرة فانّه منها قدم ، وإليها ينقلب (٥) فالنّاظر بالقلب العامل بالبصر يكون مبتدا عمله أن يعلم : أعمله عليه أم له؟ فان كان له مضى فيه ، وإن كان عليه وقف عنه ، فانّ العامل بغير علم كسائر فى غير طريق ، فلا يزيده بعده عن الطّريق إلاّ بعدا من حاجته ، والعامل بالعلم كسائر على الطّريق الواضح ، فلينظر ناظر أسائر هو أم راجع واعلم أنّ لكلّ ظاهر باطنا على مثاله ، فما طاب ظاهره طاب باطنه ، وما
__________________
(١) الشعار : ما يلى البدن من الثياب. والمراد بطانة النبى صلّى اللّه عليه وسلم
(٢) الضمير لآل النبى ، والكرائم : جمع كريمة ، والمراد أنه قد أنزلت فى مدحهم آيات كريمات ، والقرآن كريم كله ، وهذه كرائم
(٣) لم يسبقهم أحد إلى الكلام وهم سكوت ، أى : يهاب سكوتهم فلم يجرأ أحد على الكلام فيما سكتوا عنه
(٤) الرائد : الذاهب من الحى يرتاد لهم المرعى ، وفى أمثالهم «الرائد لا يكذب أهله» وقد استعمل النبى صلّى اللّه عليه وسلم هذا المثل فى خطبه
(٥) لا شك أن الآخرة الآن لعدم وقوعها هى عدم محض ، والانسان قد خلق من العدم ، وهو إلى العدم راجع ، فمن هنا صح قوله إن الانسان قدم من الآخرة وإلى الأخرة ينقلب