خبث ظاهره خبث باطنه ، وقد قال الرّسول الصّادق ، صلّى اللّه عليه وسلّم : «إنّ اللّه يحبّ العبد (١) ويبغض عمله ، ويحبّ العمل ويبغض بدنه». واعلم أنّ لكلّ عمل نباتا ، وكلّ نبات لا غنى به عن الماء ، والمياه مختلفة : فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته ، وما خبث سقيه خبث غرسه وأمرّت ثمرته (٢)
__________________
(١) «إنّ اللّه يحب ـ الخ» أى : يحب من المؤمن إيمانه ، ويبغض ما يأتيه من سيئات الأعمال ، ولا يفيده ذلك الحب مع هذا البغض إلا عذابا يتطهر به من خبث أعماله ، ويحب من الكافر عمله ـ إن كان حسنا ـ ويبغض ذاته لالتياثها بدنس الكفر ، ولا ينتفع بالعمل المحبوب إلا نفعا موقتا فى الدنيا ، وله فى الآخرة عذاب عظيم. فلا يكمل للانسان حظه من السعادة إلا إذا كان مؤمنا طيب العمل
(٢) السقى ـ بفتح السين ـ مصدر قولك «سقيت الأرض» وبكسر السين النصيب من الماء ، و «أمر الشىء» صار مرا ، وهذا الكلام مثل فى الاخلاص وضده ـ وهو الرياء وحب السمعة ـ فكل عمل يكون مدده الاخلاص لوجهه تعالى فانه يكون زاكيا حلوا جناه طيبة ثمرته ، وكل عمل يكون الباعث عليه الرياء وحب السمعة فانه لا يزكو وتكون ثمرته مرة المذاق