المساكن (١) وتمكّن الأماكن : فالحدّ لخلقه مضروب ، وإلى غيره منسوب ، لم يخلق الأشياء ، من أصول أزليّة ، ولا [من] أوائل أبديّة ، بل خلق ما خلق فأقام حدّه ، وصوّر ما صوّر فأحسن صورته (٢) ليس لشىء منه امتناع (٣) ، ولا له بطاعة شىء انتفاع. علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين وعلمه بما فى السّموات العلى كعلمه بما فى الأرض السّفلى.
منها : أيّها المخلوق السّوىّ (٤) ، والمنشأ المرعىّ فى ظلمات الأرحام ومضاعفات الأستار ، بدئت من سلالة من طين (٥) ووضعت فى قرار مكين
__________________
والمعرفون لها من صفات الأقدار ، والأقدار : جمع قدر ـ بسكون الدال ـ وهو حال الشىء من الطول والعرض والعمق ومن الصغر والكبر ، ونهايات الأقطار : هى نهايات الأبعاد الثلاثة المتقدمة
(١) التأثل : التأصل
(٢) لم تكن مواد متساوية فى القدم والأزلية وكان له فيها أثر التصوير والتشكيل فقط ، بل خلق المادة بجوهرها ، وأقام لها حدها ، أى : ما به امتازت عن سائر الموجودات ، وصور منها ما صور من أنواع النباتات والحيوانات وغيرها
(٣) أى : لا يمتنع عليه ممكن : إذا قال للشىء كن فيكون
(٤) مستوى الخلقة : لا نقص فيه ، وفى التنزيل : «فَتَمَثَّلَ لَهٰا بَشَراً سَوِيًّا» والمنشأ : المبتدع ، اسم مفعول من «أنشأ» أى : خلق وأوجد والمرعى : المحفوظ المحوط
(٥) السلالة من الشىء : ما أنسل منه ، والنطفة مزيج ينسل من البدن المؤلف من عناصر الأرض المخلوطة بالمواد السائلة ، فالمزاج البدنى أشبه بالمزاج الطينى ، بل هو بنوع إتقان وإحكام ، والقرار المكين : محل الجنين من الرحم ، والقدر المعلوم :