طرق الصدوق والشيخ
إلى أصحاب الأُصول والمصنّفات
قد سلك الصدوق ـ رضوان اللّه عليه ـ في كتاب « الفقيه » مسلكاً غير مسلك الشيخ الكليني في كتاب « الكافي » ، فإنّ ثقة الإسلام جرى على طريقة السلف من ذكر جميع السند غالباً. نعم ترك أوائل السند قليلاً اعتماداً على ما ذكره من الأخبار المتقدّمة عليها ، وبه حاز « الكافي » مزيّة على « الفقيه » و « التهذيب ».
وأمّا الشيخ الصدوق فقد بنى في كتابه على اختصار الأسانيد ، بحذف أوائل السند ، والاقتصار بذكر اسم من أخذ الحديث عن أصله أو كتابه.
ولما أوجد ذلك مشكلة الإرسال في السند ، بادر بوضع مشيخة في آخر الكتاب يعرف بها طريقه إلى من روى عنه فهي المرجع في اتصال أسناد كتاب الفقيه ، ولكنّه قدسسره ربما أخلّ بذكر الطريق إلى بعض من أخذ الحديث عن كتابه ، فصار السند بذلك معلّقاً ، أو ذكر سنداً ضعيفاً لا يحتجّ به ، فصار ذلك سبباً للبحث في أحوال المذكورين في المشيخة من حيث المدح والقدح ، وأوّل من دخل