نحو : عثمان وعريان وسرحان. وإنما امتنع من الصرف في المعرفة للزيادة التي في آخره كالزيادة التي في آخر سكران ، وانصرف في النكرة ؛ لأنه ليست مؤنثه «فعلى» ، لأنك تقول في مؤنثه : عريانة وخمصانة ، فقد وجبت فيه حقيقة التذكير ، فمنزلة هذا من باب «غضبان» كمنزلة «أفكل» من باب أحمر وكمنزلة «حبنطى» من باب حبلى وسكرى (١).
وقد عرفنا أن وجه الشبه بين عثمان وغضبان مثلا ليس كاملا ؛ لأن مؤنث غضبان «فعلى» غضبى. ومؤنث ، عثمان ليس كذلك ولذا يصرف نحو عثمان وسرحان في التنكير ، ونزّل عثمان من غضبان منزلة أفكل من أحمر ؛ لأن مؤنث أحمر حمراء وليس أفكل كذلك.
وبيّن أبو إسحاق الزجاج علة منعه بقوله : «وإنما امتنع من الصرف في المعرفة أن آخره يشبه آخر «سكران» وأنه معرفة ، فإذا نكرته حططته عن المعرفة درجة فانصرف في النكرة» (٢).
ويبين علة الصرف في النكرة فيقول : «وإنما انصرف في النكرة لأنه أشبه «سكران» في الزيادتين ، وانحط في باب «سكران» لأنه ليس مثله في الحركة والسكون ، وأنه ليس له مؤنث على حدثه» (٣).
وذكر ابن السراج في «الأصول» بهذا الخصوص : «وكذلك كل اسم معرفته في آخره ألف ونون زائدتان ، زيدا معا ، فهو غير مصروف وذلك نحو : عثمان : اسم رجل لا تصرفه ، لأنه معرفة ، وفي آخره ألف ونون ،
__________________
(١) المقتضب ٣ / ٣٣٦.
(٢) ما ينصرف ٣٦.
(٣) نفس المصدر ٣٦.