وهما في موضع لا يدخل عليهما التأنيث ، لأن التسمية قد حظرت ذلك ..
وكذلك «عثمان» غير مصروف في المعرفة ، فإن نكرته صرفته ؛ لأنه في نكرته كعطشان الذي له عطشى ، وكذلك إن سميته بعريان وسرحان وضبعان لم تصرفه فإن نكرته صرفته» (١).
وبعد أن عرفنا أن السبب في اعتبار الألف والنون الزائدتين مانعين من الصرف هو تشبيههما بالألف والنون في آخر سكران وغضبان. إلخ ، واللتين يشبهان بدورهما ألف التأنيث الممدودة في عدم دخول التأنيث عليهما. وهذا التشابه يوجد سؤالا وهو : هل وجود الألف والنون الزائدتين يكفى لمنع الاسم من الصرف؟ أم لا بد من علة أخرى؟.
والحقيقة أن المسألة فيها خلاف فقد ذهب بعض النحاة إلى أن هذه العلة تقوم وحدها مقام السببين مثل ألف التأنيث الممدودة والمقصورة بينما ذهب الجمهور إلى أن هذه العلة وحدها لا تكفى بل لا بد من وجود علة أخرى إما العلمية كما في نحو «عمران وعدنان وعفان» ، وإما الوصفية كما في «سكران وشبعان وعطشان». وقد تطرق الرضي لهذه النقطة في شرحه للكافية وقال : «ثم إنهم بعد اتفاقهم على أن تأثير الألف والنون لأجل مشابهة ألف التأنيث اختلفوا ، وقال الأكثرون تحتاج إلى سبب آخر ، ولا تقوم بنفسها مقام سببين كالألف لنقصان المشبه عن المشبه به ، وذلك الآخر إما العلمية كعمران ، وإما الصفة كما في سكران.
وذهب بعضهم إلى أنها كالألف غير محتاجة إلى سبب آخر. فالعلمية
__________________
(١) الأصول ٢ / ٨٧.