موضوع آخر «وأما الفتح والكسر والضم والوقف فللأسماء غير المتمكنة» (١) أي الأسماء المبنية ، وكما هو معروف أننا نقول في المبني إنه مبني على الفتح أو الكسر أو الضم أو السكون ولا نقول : مبني على النصب أو الجر أو الرفع أو الجزم ، وقد قال ابن يعيش في معرض كلامه عن الممنوع من الصرف ذاكرا معنى التمكن بقوله : «والتمكن رسوخ القدم في الاسمية ، وقولنا اسم متمكن أي راسخ القدم في الاسمية ، وقولنا اسم متمكن أي هو بمكان منها أي لم يخرج إلى شبه الحرف فيمتنع من الأبواب» (٢).
وبعد أن ذكر معنى التمكن بين صلته بما ينصرف وما لا ينصرف ، قال : (والاسم المتمكن يجمعهما يريد أن «ما لا ينصرف» متمكن لأن التمكن هو استحقاق الاسم الإعراب بحكم الاسمية ، وما لا ينصرف معرب ، فهو متمكن لذلك وإن كان غيره أمكن منه) (٣). ويقول أيضا (والمتمكن وصف راجع إلى جملة المعرب) (٤) ، وهكذا نلاحظ أن المتمكن وغير المتمكن رادفان للمعرب المبني كما وردا عند سيبويه ، من صفات هي خاصة بالمبنيات التي وصفها بأنها أسماء غير متمكنة.
وقد جاء مصطلح المتمكن وغير المتمكن عند ابن هشام فيقول في كتابه أوضح المسالك : (الاسم إن أشبه الحرف) بني كما مر ، وسمي غير متمكن وإلا أعرب) (٥) أي إذا كان متمكنا ليكون لقوله (غير متمكن)
__________________
(١) سيبويه ١ / ٣ طبعة بولاق.
(٢) شرح المفصل لابن يعيش ج ١ : ٥٧.
(٣) شرح المفصل ج ١ : ٥٨.
(٤) شرح المفصل ج ١ : ٥٧.
(٥) أوضح المسالك لابن هشام ٣ / ١٤٠.