الفعل ، ومذكورا ضميره بعد الفعل ، فأصبح مشتغلا عنه ، وهنا يترجح فيه النصب ، ويجوز الرفع على الابتدائية.
فإن قيل : أىّ تحبه؟ فيجاب : محمد أحبّه ، بالرفع (١) ؛ لأن المسئول عنه (أى) فى السؤال مرفوع على الابتدائية ، مع ملاحظة جواز نصبه ، لكن الرفع أرجح.
٦ ـ يترجح النصب فى ما إذا كان نصبه يظهر المعنى ، أو يساعد على إظهاره ، كما فى قوله تعالى : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) [القمر : ٤٩] ، حيث ينصب (كل) على أنه مفعول به لفعل محذوف ، ويجوز رفعه على الابتدائية ، لكن النصب أرجح ؛ لأن الرفع يوهم أن جملة (خلقناه) صفة لشىء ، وليس كذلك فهى في محلّ رفع ، خبر (إن).
ومثل ذلك قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) [يس : ١٣]. حيث يختار فى (كل) النصب ؛ لأن ذلك يقتضى أن كلّ شئ فهو محصىّ فى إمام ، أما الرفع فإنه يدلّ على أن الشئ المحصىّ فى إمام ، وفرق بين المعنيين. والسبعة على قراءة النصب.
هذا بخلاف قوله تعالى : (وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ) [القمر : ٥٢] ، إذ إن جملة (فعلوه) فى محل جر ، نعت ل (شىء) ، أما خبر المبتدإ (كل) فهو شبه الجملة (فى الزبر).
٧ ـ يترجح النصب إذا وقع الاسم المشغول عنه بعد حرف شبيه بحرف العطف ، مثل : حتى ، ولكن ، حيث يعطفان المفرد على المفرد ، إذا ذكرت (حتى) بين ما يفيد الكلية والبعضية ، وذكرت (لكن) بعد نفى وشبهه ، وهما لا يعطفان الجمل لذا أشبها حروف العطف ومثال ذلك : أفهمت الطلبة حتى الأخير أفهمته ، ما استمعت إلى الطلاب لكن محمدا أفهمته.
__________________
(١) المقتضب ٢ ـ ٢٩٩.