آخر أنّه كفور : (وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً) (٥) ، وفي مورد آخر أنّه موجود كثير الجدل:(وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (٦).
وفي موضع آخر أنّه ظلوم جهول : (إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٧) ، وفي مكان آخر أنّه كفور مبين : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ) (٨) ، وفي مكان آخر أنّه موجود قليل التحمل والصبر ، يبخل عند النعمة ، ويجزع عند البلاء : (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) (٩) ، وفي مورد آخر مغرور : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) (١٠) ، وفي موضع آخر أنّه موجود يطغى عند الغنى : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى) (١١).
وبناء على هذا فإنّا نرى القرآن المجيد قد عرّف الإنسان بأنّه موجود يتضمّن جوانب وصفات سلبية كثيرة ، ونقاط ضعف متعددة.
فهل أنّ هذا هو نفس ذلك الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم وأفضل تكوين : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (١٢)؟
وهل أن هذا هو نفس الإنسان الذي علمه الله ما لم يعلم : (عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) (١٣)؟
__________________
(٥) الإسراء ، ٦٧.
(٦) الكهف ، ٥٤.
(٧) الأحزاب ، ٧٢.
(٨) الزخرف ، ١٩.
(٩) المعارج ، ١٩ ـ ٢١.
(١٠) الإنفطار ، ٦.
(١١) العلق ، ٦.
(١٢) سورة التين ، ٤.
(١٣) العلق ، ٥.