دهي الفؤاد فلا لسان ناطق |
|
عند الوداع ولا يد (١) متراق |
ولقد أشير لمن تكلّف رحلة |
|
أن عج عليّ ولو بقدر فواق (٢) |
عليّ أراجع من ذماي حشاشة |
|
أشكو بها بعض الذي أنا لاق |
فمضى ولم تعطفه نحوي ذمّة |
|
هيهات! لا بقيا (٣) على مشتاق |
يا صاحبيّ وقد مضى حكم النّوى (٤) |
|
روحا عليّ بشيمة (٥) العشّاق (٦) |
واستقبلا بي (٧) نسمة من (٨) أرضكم |
|
فلعلّ نفحتها تحلّ وثاقي |
إني ليشفيني النّسيم إذا سرى |
|
متضوّعا من تلكم الآفاق |
من مبلغ بالجزع أهل مودّتي |
|
أني على حكم الصّبابة باق؟ |
ولئن تحوّل عهد قربهم (٩) نوى |
|
ما حلت عن عهدي ولا (١٠) ميثاقي |
أنفت خلائقي الكرام لخلّتي |
|
نسبا إلى الإخلاق والإخراق (١١) |
قسما به ما استغرقتني فكرة |
|
إلّا وفكري فيه واستغراقي |
لي آهة (١٢) عند العشيّ لعلّه |
|
يصغي لها ، وكذا مع الإشراق |
أبكي إذا هبّ النسيم فإن تجد |
|
بللا به فبدمعي المهراق |
أومي بتسليم (١٣) إليه مع الصّبا |
|
فالذّكر كتبي والرفاق رفاقي |
من لي وقد شحط (١٤) المزار بنازح |
|
أدنى لقلبي من جوى أشواقي |
إن غاب عن عيني فمثواه الحشا |
|
فسراه (١٥) بين القلب والأحداق |
جارت عليّ يد النّوى بفراقه |
|
آها لما جنت النّوى بفراق |
أحباب قلبي هل لماضي عيشنا (١٦) |
|
ردّ فينسخ بعدكم بتلاق؟ |
__________________
(١) في الأصل : «طايع» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.
(٢) الفواق : ما بين الحلبتين من الوقت ، أو ما بين فتح يد الحالب وقبضها على الضرع. محيط المحيط (فوق).
(٣) في الديوان والكتيبة : «لا يثني».
(٤) في المصدرين : «الهوى».
(٥) في الأصل : «بمشيمة» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.
(٦) في المصدرين : «الإشفاق».
(٧) في المصدرين : «واستقبلاها».
(٨) في الأصل : «عن» والتصويب من المصدرين.
(٩) في الديوان : «حبّهم».
(١٠) في الديوان : «وعن».
(١١) في المصدرين : «إلى الإخلال والإخلاق».
(١٢) في المصدرين : «لي أنّه».
(١٣) في الأصل : «أو ما ما تكتب ...» وهكذا ينكسر الوزن ، والتصويب من المصدرين.
(١٤) في المصدرين : «من لي على شحط ...».
(١٥) في المصدرين : «وسراه».
(١٦) في الديوان : «عيشكم».