واللهف ، أو شربة لحفظ الصّحة بختجا ، ودقّت لإعادة الشّبيبة عفصا ورد سختجا ؛ وغطّت الصبح بالليل إذا سجا ، ومدّت على ضاحي البياض صلّا سجسجا ؛ وردّت سوسن العارض بنفسجا ، ولبس بحرها الزّاخر من طحلب البحر منتسجا ؛ وأحكام العامّة ، ومزين المرأة ينصح ويرشد ، ويطوي المحاسن وينشد ، حتى حسنت الدّارة ، وصحّت الاستدارة ، وأعجبه الوجه الجميل ، والقدّ الذي يميد في دكّة الدّار ويميل ، وأغرى بالسّواك السّميم والتكميل ، وولج بين شفرتي سيد الميل ، وقيل لو صاح اليمين خاب فيك التّأميل ؛ وامتدّ جناح برنس السّرق ، واحتفل الغصن الرّطيب في الورق ، ورشّ الورد بمائه عند رشح العرق. وتهيّأ لمنطلق ، فقرأت عليه نساء أعوانه ، وكتبة ديوانه ، سورة الفلق ؛ من بعد ما وقف الإمليق حجّابه على إقدامهم ، وسحبهم جلاوزته من أقوامهم ؛ فمثلوا واصطفّوا ، وتألّفوا والتفّوا ، وداروا وحفّوا ، وما تسلّلوا ولا خفوا ؛ كأنما أسمعتهم صيحة النّشر ، وأخرجوا لأول الحشر ، فعيونهم بملتقى المصراع معقودة ، وأذهانهم لمكان الهيبة مفقودة ، وحبالتهم قبل الطلب بها منقودة ؛ فبعد ما فرش الوساد ، وارتفع بالنّفاق الكساد ، وذارع البكا وتأرّج الحسّاد ، واستقام الكون وارتفع الفساد ، وراجعت أرواحها الأجساد ؛ جاءت السّادة القاضوية فجلست ، وتنعّمت الأحداق بالنظر فيها واختلست ، وسجّت الأكفّ حتى أفلست ؛ وزانت شمسها ذلك الفلك ، وجلت الأنوار ذلك الحلك ، وفتحت الأبواب وقالت هيت لك ؛ ووقفت الأعوان سماطين ومثلوا خطّين ، وتشكّلوا مجرّة تنتهي منك إلى البطين ، يعلنون بالهديّة ويجهرون ، و (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ)(١) ؛ من كل شهاب ثاقب وطائف غاسق واقب ، وملاحظ مراقب ؛ كميش الإزار ، بعيد المزار ، حامل للأوبار ، خصيم مبين ، وارث سوفسطائيّا عن رثين ، مضطلع بفقه البين وحريمها ، فضلا عن تلقين الخصوم وتعليمها ، يرأسهم العريف المقرّب ، والمقدّم المدرّب ، والمشافه المباشر ، والنّابح الشاكر ، والنّهج العاشر ؛ الذي يقتضي خلاص العقد ، ويقطع الكالي والنّقد ، ويزكّي ويجرّح ، ويمسك ويسرّح ويطرح ، ويحمل من شاء أو يشرّح ، والمسيطر الذي بيده ميزان الرّزق ، وجميع أجزاء المفترق ، وكافة قابلة ، وحم الدّواة الفاغرة ، ورشا بلالة الصّدور الواغرة ؛ فإذا وقف الخصمان بأقصى مطرح الشعاع ، أيّان يجتمع الرّعاع ، وأعلنّا النّداء ، وطلب الأعداء ، وصاحا : جعل الله أنفسنا لك الفداء ، ورفع الأمر إلى مقطع الحق ، والأولى بالمثوبة الأحق ، أخذتهما الأيدي دفعا في القفيّ ، ورفعا السّتر اللّطيف الخفيّ ، وأمسكا بالحجر والأكمام ، ومنعا المباشرة والإلمام ؛ فإذا أدلى بحجّته من
__________________
(١) سورة التحريم ٦٦ ، الآية ٦.