وقال وهو ظريف : [الكامل]
قد قارب العشرين ظبي لم يكن |
|
ليرى الورى عن حبّه سلوانا |
وبدا الربيع بخدّه فكأنما |
|
وافى الربيع ينادم النّعمانا |
وقال (١) : [الطويل]
أتوني فعابوا من أحبّ جماله |
|
وذاك على سمع المحبّ خفيف |
فما فيه عيب غير أنّ جفونه |
|
مراض وأنّ الخصر منه ضعيف |
وقال : [المتقارب]
أيا عجبا كيف تهوى الملوك |
|
محلّي وموطن أهلي وناسي |
وتحسدني وهي مخدومة |
|
وما أنا إلّا خديم بفاس |
نثره : ونثره تلو نظمه في الإجادة ، وقد تضمّن الكتاب المسمى ب «نفاضة الجراب» منه ذكر كل بديع ؛ فمما ثبت فيه ، مما خاطبته به ، وقد ولّي خطّة القضاء بالإقليم ، أداعبه ، وأثير ما تستحويه عجائبه : [السريع]
يا (٢) قاضي العدل الذي لم تزل |
|
تمتار شهب الفضل من شمسك |
قعدت للإنصاف بين الورى |
|
فاطلب لنا الإنصاف من نفسك |
«ما للقاضي ، أبقاه الله ، ضاق ذرع عدله الرّحيب ، عن العجيب ؛ وهمّ عن العتب ، وضنّ على صديقه حتى بالكتب ؛ أمن المدوّنة الكبرى ركب هذا التحريج ، أم من المبسوطة ذهب إلى هذا الأمر المريج ؛ أم من الواضحة امتنع عن الإمام ببديع الوفاء والتعريج؟ من أمثالهم ارض من أخيك بعشر ودّه إذا ولّي ، وقد قنعنا والحمد لله بحبّة من مدّه ، وإشارة من درجه ، وبرّة وصاعة معتدلة ، من زمان بلوغ أشدّه ؛ فما باله يمطل مع الغنى ، ويحوج إلى العنا ، مع قرب الجنى ؛ المحلة حلّة ضالع ، ومطمع وطامع ، ومرأى ورأي ، ومستمع وسامع ، والكنف واسع ، والمكان لا ناء ولا شاسع ؛ والضّرع حافل ؛ والزّرع كاف كافل ؛ والقريحة وارية الزّند ، والإمالة خافقة البند ؛ وهب أن البخل يقع بها في الخوان على الإخوان ، فما باله يسمح بالبيان ، وليس الخبر كالعيان ؛ ويتعدّى حظّ الجنان ، لا خطّ البنان ؛ أعيذ سيدي من ارتكاب رأي ذميم ، ينقل إلى نميرها بيت تميم ؛ ويقصد معناه بتميم ، وهلّا تلا حم ؛ وعهدي بالسياسة القاضوية ، وقد نامت في مهاد أهل الظرف ، نوم أهل الكهف ، ولم تبال بمردّد الويل
__________________
(١) البيتان في الكتيبة الكامنة (ص ٢٦٩).
(٢) في الأصل : «أيا» وهكذا ينكسر الوزن.