شيء بالعدم ، للزوق العمامة بفوهة شريانه المبتور ، ففاض لحينه بنفس زوال العمامة ، رحمه الله.
وكان من أخذ البيعة لولده الأمير أبي عبد الله من بعده ، ما هو معروف في موضعه. ودفن غلس ليلة (١) الثلاثاء ، ثاني يوم وفاته ، بروضة الجنة (٢) من قصره ، إلى جانب جدّه ؛ وتنوهي الاحتفال بقبره نقشا ، وتخريما (٣) ، وإحكاما ، وحليا ، وتمويها ، يشقّ (٤) على الوصف ، وكتب بإزاء رأسه في لوح الرخام ما نصّه ، من كلام شيخنا ، بعد سطر الافتتاح :
«هذا قبر السلطان الشهيد ، فتّاح الأمصار ، وناصر ملّة المصطفى المختار ، ومحيي سبيل آبائه الأنصار ، الإمام العادل ، الهمام الباسل ، صاحب الحرب والمحراب ، الطاهر الأنساب والأثواب ، أسعد الملوك دولة ، وأمضاهم في ذات الله صولة ، سيف الجهاد ، ونور البلاد الحسام (٥) المسلول في نصرة الإيمان ، والفؤاد المعمور بخشية الرحمن ، المجاهد في سبيل الله ، المنصور بفضل الله ، أمير المسلمين أبي الوليد إسماعيل بن الهمام الأعلى الطاهر الذات والفخار (٦) ، الكريم المآثر والآثار ، كبير الإمامة النّصرية ، وعماد الدولة الغالبية ، المقدّس ، المرحوم أبي سعيد فرج ، ابن علم الأعلام ، وحامي حمى الإسلام ، صنو الإمام الغالب ، وظهيره (٧) العليّ المراتب ، المقدّس ، المرحوم أبي الوليد إسماعيل بن نصر ، قدّس الله روحه الطيّب ، وأفاض عليها (٨) غيث رحمته الصيّب ، ونفعه بالجهاد والشهادة ، وحباه (٩) بالحسنى والزيادة ، جاهد في سبيل الله حقّ الجهاد ، وصنع له في فتح البلاد ، وقتل كبار الأعاد (١٠) ، ما يجده مذخورا يوم التناد ، إلى أن قضى الله بحضور أجله ، فختم عمره بخير عمله ، وقبضه إلى ما أعدّ له من كرامته وثوابه ، وغبار الجهاد طيّ أثوابه ، فاستشهد (١١) رحمه الله شهادة أثبتت له في الشّهداء من الملوك قدما ، ورفعت له في أعلام السعادة علما.
__________________
(١) في اللمحة : «ليلة يوم الثلاثاء».
(٢) في اللمحة : «الجنان».
(٣) في اللمحة : «وتنجيدا».
(٤) في اللمحة : «يشذّ عن الوصف».
(٥) في الأصل : «ذي الحسام» والتصويب من اللمحة.
(٦) في اللمحة : «والنّجار».
(٧) في الأصل : «وظهيره المقدس العلي ...» والتصويب من اللمحة.
(٨) في اللمحة : «عليه».
(٩) في الأصل : «وحيّاه» والتصويب من اللمحة.
(١٠) في اللمحة : «كبار ملوك الأعاد».
(١١) في اللمحة : «استشهد».