وأقام خزر مقام أبيه في أمر زناتة واعتزّ قومه على المضرية بالقيروان واستفحل ملكهم وعظم سلطانهم على البدو وزناتة بالمغرب الأوسط عند تقلص ظل الخلافة بعض الشيء بالمغرب حيث عمت فتنة ميسرة الحقير ومدغرة وقوى اعتزاز خزر وقومه ، وعتوّه وانتشر صيته وعلت كلمته عند المروانيين بالأندلس والأدارسة بالمغرب الأقصا (كذا) والسليمانيين برشقون وتلمسان ، والشيعة بإفريقية إلى أن هلك في خلال ذلك. ا ه.
قال البكري في تاريخه المغرب في ذكر بلاد إفريقية والمغرب :
«وفي سنة سبع وتسعين ومائتين (١) زحف (كذا) قبائل كثيرة إلى وهران يطالبون أهلها بإسلام بني مسقن إليهم لدماء كانت بينهم فأبى أهل وهران من إسلامهم إليهم فنصب (كذا) القبائل عليهم الحرب وحاصروهم ومنعوهم من الماء فخرج عنهم بنو مسقن وهم من أزديجة ويقال لهم بنو مسرقين ليلا هاربين واستجاروا بأزديجة فأجاروهم وتغلّب الحاركون على أهل وهران فخرج أهلها منها بأنفسهم وأسلموا ذخائرهم وأموالهم للحاركين وخربت وهران وأضرمت نارا وذلك في ذي الحجة من هذه السنة (٢) ثم عاد أهل وهران إليها في السنة بعدها وهي سنة ثمان وتسعين ومائتين (٣) بأمر أبي حميد داوس بن صولات ويقال له داوود عامل تاهرت.
(ص ٤٠) وابتدأوا بنيانها في شعبان من هذه السنة (٤) فعادت أحسن مما / كانت وولى عليهم داوود بن صولات الدهيصي ، محمدا بن أبي عون فلم تزل في عمارة وكمال ، وزيادة وحسن حال. ا ه.
وهو مخالف لما في الحافظ أبي راس.
ولما هلك خزر بن صولات تولى بموضعه ابنه محمد بن خزر وسكن وهران وأجلب على ضواحيها بكل ما أراد وشنّ الغارات في المغرب الأوسط إلى إفريقية وفي الأقطار إلى المصامدة وهابته الملوك وخشيت سطوته وأذعنت له
__________________
(١) الموافق ٩٠٩ ـ ٩١٠ م.
(٢) الموافق ١١ أوت ـ ٨ سبتمبر ٩١٠ م.
(٣) الموافق ٩١٠ ـ ٩١١ م.
(٤) الموفق ٤ أبريل ـ ٢ ماي ٩١١ م.