برأسه إلى المعزّ فطيف به بالقيروان وهزم بنو يفرن وتفرق جمعهم. هكذا في الأنيس المطرب ، وفي ابن خلدون ما يخالفه.
ولما مات يعلا قام ابنه يدّو مقامه لكنه لم يملك وهران. ثم ذهب جوهر مغربا ومرّ بمدينة إيفكان التي بناها يعلا فخربها ولم تعمر للآن وذهب معه محمد ابن الخير وقد عقد له على وهران فحضر معه جميع وقائعه بالمغرب ولما رجع أقرّه على وهران بعد أن قطع الدعوة المروانية من المغرب بأجمعه وردّها للشّيعة فخطب لهم على جميع منابر المغرب.
ثم حل محمد بن الخير بوهران وأقام ملكها غاية وبثّ دعوة الشيعة بالمغرب بعد أن وقعت له معهم حروب عظام ولما تقلدها في سنة سبع أو ثمان وأربعين (ص ٤٦) وثلاثمائة / وهي السنة التي قتل فيها يعلا. ويقال إن محمدا بن الخير هو الذي أغرى جوهرا على قتله. أدّى لهم الطاعة التامة وظاهرهم غاية الظهور ورفض المروانيين بالأندلس رفضا كليا. وفي سنة خمسين وثلاثمائة (١) توفي جده محمد ابن خزر بالقيروان بعد أن عمر كثيرا كما في ابن خلدون. ثم في سنة ستين وثلاثمائة (٢) فسد ما بين محمد بن الخير والشيعة وتقلد طاعة المروانيين بالأندلس وحشّد جميع زناتة المغرب الأوسط ما عدا تاهرت لبقائها بيد الشيعة وأمدّه المرواني من قرطبة بما أراد من الجيش العرمرم ونهض من وهران يجرّ الأمم بحذافرها فبلغ ذلك زيري بن مناد الصنهاجي عامل الشيعة وجمع له الجموع التي لم يعهد الزمان بمثلها ولما اجتمعت بدار ملكه أشير ، عقد لابنه بلكين وأمره بحرب محمد بن الخير فالتقى الجمعان بالبطحاء ووقعت الدائرة على محمد بن الخير بعد أن وقعت بينهما الحروب العظام ويقال أن زيري دسّ من يجرّ الهزيمة على محمد بن الخير. ولما رءا (كذا) ذلك مال بنفسه إلى ناحية من عسكره وذبح نفسه سنة ستين وثلاثمائة (٢) وانهزم قومه سائر يومهم وبقيت عظامهم ماثلة بمحل القتل أعصرا وهلك من قومه سبعة عشر أميرا في تلك الواقعة سوى الأتباع كذا في ابن خلدون ، وقال غيره بضعة عشر من غير تعيين ،
__________________
(١) الموافق ٩٦١ ـ ٩٦٢ م.
(٢) الموافق ٩٧٠ ـ ٩٧١ م.
(٢) الموافق ٩٧٠ ـ ٩٧١ م.