فأخذ بلكّين رؤسهم وانقلب بها إلى أبيه ظافرا بالغنيمة وبعث بها زيري إلى إفريقية للمعزّ الشيعي / فامتلأ سرورا وغمّ لها المنصور الأموي بقرطبة وبذلك (ص ٤٧) علا قدر زيري على سائر العمال.
ثم تولى الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر رئاسة قومه بموضع أبيه بوهران فملكها واجتمع بأخيه يعلا بن محمد بن الخير وقومهما وطلبوا الثأر. ولما جاءهم جعفر بن علي عامل المسيلة للشيعة فارا من المعزّ الشيعي ألقوا إليه حالهم وجعلوا بيده زمام أمرهم فقام بدعوة المرواني منتقضا على الشيعي فزحف لهم زيري بن مناد الصنهاجي من آشير واقتتلوا قتالا شديدا فكانت الدائرة على زيرى وأكبّ (كذا) به فرسه فأخذوه وقتلوه واجتزوا رأسه وبعثوا به إلى الحاكم المرواني بقرطبة سنة ستين أو إحدى وستين وثلاثمائة فأخذ مغراوة ثأرهم وشفوا غليلهم ، وأبردوا (كذا) غليلهم وتهدم بموت زيري البنيان لصنهاجة ، والدنيا تلك عادتها يوم بيوم والدّهر قاض ما عليه لوم. ولما أخذ الخير بن محمد بن الخير بثأر أبيه من الصنهاجيين وتمهّد له الملك نهض بلكّين ابن زيري بن مناد الصنهاجي لقتاله آخذا بثأر أبيه زيري المذكور وذلك سنة سبع وستين وثلاثمائة (١) فجمع الجموع التي لا تحصى ولا تعد ، وغزى (كذا) المغربين حتى انتهى إلى أقاصي المغرب الأقصا (كذا) وملك فاسا وسجلماسة وأطرد (كذا) جميع أولياء المروانيين وتقبّض على علي بن نور ، ومحمد والخير ، ابني محمد بن الخير فقتلهم وفرّ من بقي من ملوك زناتة مثل يدّو بن يعلا اليفريني وبني عطيّة المغراويين وغيرهم ولاذوا بسبتة وبعثوا بالصريخ إلى المنصور بن أبي عامر المعافري فخرج من قرطبة للجزيرة الخضراء / وأمدهم بعساكر جمّة ولّى عليها (ص ٤٨) ابن حمدون وعقد له على حرب بلكين وأمّده بمائة حمل من المال فأجاز (كذا) البحر وصيّر مصافّ القتال لظاهر سبتة. وكان بلكين بعساكره في تيطاون فتحيّل وأطلّ على عسكرهم فرءا (كذا) ما أدهشه وقال هذه أفعا أفغرت إلينا فاها (كذا) وكرّ راجعا فهدم البصرة وجاهد في بر غوّاطة وسلبهم وبعث بذلك للقيروان وأقطع (كذا) الدولة الأموية من المغرب كله. ولم تزل معه مغراوة في تشريد إلى
__________________
(١) الموافق ٩٧٧ ـ ٩٧٨ م.