زيري لمضيق الحية وهو موضع قرب مكناسة واجتمع عليه فلّه وهم بالرجوع فجهّز له المظفر خمسة آلاف فارس لنظر واضح فأسرى بهم ليلا وضرب محلّة زيري غفلة وذلك في نصف رمضان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (١) فأوقع بهم موقعا عظيما وأسر من أعيانهم نحو ألفي رجل فمنّ عليهم المظفر وصاروا من جملة جنوده. وفرّ زيري في شرذمة من أصحابه وقرابته لفاس فأغلقت الأبواب في وجهه فأخذ أهله والدواب والزاد وذهب للصحرا (كذا) فنزل بسجلماسة ثم زاد لبلاد صنهاجة فألفى أهلها قد اختلفوا على ملكهم باديس بن منصور بن بلكين بعد وفاة / منصور فبعث لقبائل زناتة فأتاه خلق كثير فاغتنم الفرصة وزحف (ص ٥٢) لصنهاجة فأوغل فيهم كثيرا وهزم جيوشهم ودخل تاهرت وجملة من الزاب وملك المسيلة ، ووانسريس ، وشلف ، وتنس ، ومازونة ، والبطحاء ، ومستغانم ، وتمزغران ، ووهران ، وتلمسان ، وسائر المغرب الأوسط ، وغيره ، وأعاد (كذا) لوجدة وأقام الدعوة للمؤيد وحاصر آشير قاعدة صنهاجة وبقي يغاديها ويراوحها إلى أن مات من جراحاته المارة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (٢).
ثم تولى بعده بوهران يعلا بن محمد بن الخير مرة ثانية وضبط أمرها وخضعت له الرعية وأدّت طاعته زناتة ، وهابته الملوك فبقي إلى سنة عشرة وأربعمائة (٣).
ثم بويع بموضعه ابن أخيه وهو محمد بن الخير بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر مرة ثانية وضبط الملك أكثر من عمّه يعلا وأطاعته سائر زناتة المغرب الأوسط مدنه وبواديه وامتدّ له في الملك من سنة عشرة وأربعمائة إلى سنة ثلاثين وأربعمائة (٤).
ثم قام بأمره من بعده في وهران ابن عمه محمد بن يعلا بن محمد بن الخير بن محمد بن خزر مرة أخرى ومهّد له الملك أكثر من الأولى ودخل في
__________________
(١) الموافق سبتمبر ١٩٩٧ م.
(٢) المواف ١٠٠٠ ـ ١٠٠١ م.
(٣) الموافق ١٠١٩ ـ ١٠٢٠ م.
(٤) الموافق ١٠١٩ ـ ١٠٣٩ م.