وجدة وبني يزناسن وتلمسان فلقيه بها ملكها العباس بن بختي المغراوي بجيشه من بني يفرن ومغراوة فقتله وأكثر جنده وفتحها عنوة واستعمل عليها محمدا ابن تعمر المسوفي (١) وبنا (كذا) بها تلمسان الجديدة بمحل محلّته وهي المسكونة الآن.
ثم تخط (كذا) منها لوهران تلك السنة ففتحها عنوة ونفا (كذا) عنها ملوكها بني الخزر المغراويين وصيرها من جملة رعيته وقطع دعوة مغراوة وبني يفرن من المغرب كله. وفي إخراجه لمغراوة من فاس ، ووهران ، قال الحافظ أبو راس في سينيته ما نصّه :
ثم أزالهم يوسف أيضا فعي |
|
كما أزالهم قبل عن أرض فاس |
ثم زاد إلى مازونة وتنس ووانسريس وشلف وزاد متماديا بجيوشه إلى الجزائر فطوعها وأطاعه أهلها بنو مزغّنة وكان دخوله لها في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وأربعمائة (٢) وصيرها حدّا بينه وبين ملوك البلكانية من صنهاجة للقرابة التي بينهم. فملك رحمهالله من الجزائر إلى السودان إلى البحر المحيط إلى جبل الذهب بهذه العدوة وكلها بسط فيها العدل وأبطل منها المكس (ص ٦٠) والمغارم. ثم تخط إلى عدوة الأندلس سنة تسع وسبعين وأربعمائة (٣) / فهزم الكفرة وأوقع بهم في قضية الزلاقة المشهورة الموقع العظيم حتى أنه جمع فيها الرؤوس إلى أن صارت تلا يعني ربوة وأذن عليها المؤذن ثم فرّقها على المدن فأعطى لكل مدينة ألوفا عديدة ، وازينت لتلك الواقعة بغداد ، والحرمان الشريفان ، ومصر ، والعراق ، والشام ، وغيرهم من مدن المشرق وشاع خبرها إلى مدينة سرة (٤) قاعدة مدن الهند وبعث له الناصر العباسي على ذلك خلعا كثيرة يقصر عنها الوصف ، وجدد له العهد وقطع رحمهالله ثوار الأندلس مثل ابن عبّاد وغيره.
__________________
(١) لعله تينعمر المسوفي.
(٢) لموافق ١٠٨٠ ـ ١٠٨١ م.
(٣) لموافق ١٠ جويلية ـ ٢٨ أوت ١٠٨٢ م.
(٤) لعلها سورات هكذا وهو الأصح.