الموحدين وذلك سنة خمسة عشر وخمسمائة (١) فقال له قاضي المرية بمراكش اجعل على رجليه كبلا ، قبل أن يسمعك طبلا ، فأبى إلى أن كان ما كان وبسببه دخل الدولة المرابطية الهرم وكثر فيها الإرجاف وكمل بناء مدينة مراكش بإشارة ابن رشد عليه سنة اثنين وعشرين وخمسمائة (٢) فأنفق على سورها سبعين ألف دينار وعلى جامعها الأعظم والمنارة ستين ألفا دينار أخرى. وأخذ البيعة لولده (ص ٦٢) تاشفين سنة سبع وسبعين وأربعمائة (٣) / وتوفي بمراكش سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. وهو ابن سبع وخمسين سنة بعد ما ملك سبعا وثلاثين سنة. وكان فقيها عالما فاضلا خير مالك ودولته عز للإسلام وسيرته حسنة وأحواله مستحسنة. وفي وقته بنا (كذا) وزيره عبد الرحمن المعافري الحمام بجوف الجامع الأعظم من غرناطة وفرّش صحن جامع قرطبة وأصلح بناء مدينة طرطوشة.
ثم تولى ابنه تاشفين بموضعه في ثامن رجب سنة سبع وثلاثين وخمسمائة (٤) في معظم فتنة الموحدين بمعاهدة أبيه إليه في حياته فأطاعته العدوتان كأبيه وجده واتصلت حروبه مع عبد المؤمن بن علي من أول أمره وصار يتبع عبد المؤمن بن علي حيث مرّ إلى أن توجه لتلمسان فأتبعه لها ودخلها تاشفين سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (٥) ونزل عبد المؤمن بن علي بين الصخرتين بظاهرها مما يلي الجبل ونزل تاشفين الوطا مما يلي الصفصيف وزحف المرابطون للموحدين فنهاهم تاشفين فأبوا وتعلقوا بالجبل فانحدر لهم الموحدون وهزموهم شنيعا وفرّ تاشفين لوهران في مواعدة صاحبه ابن ميمون في أسطوله بالبحر ونزل بظاهرها وترك تلمسان تحت عامله محمد بن الشيّور فترك عبد المؤمن لمحاصرة تلمسان وزيره يحيى بن تومرت ولحق بوهران في طلب تاشفين فنزل عليه وحاصره بها إلى أن مات. واختلف في وجه الموت على أربعة أقوال ومعناها واحد. فقال أبو محمد صالح في الأنيس المطرب بروض
__________________
(١) الموافق ١١٢١ ـ ١١٢٢ م.
(٢) الموافق ١١٢٨ م.
(٣) الموافق ١٠٨٤ ـ ١٠٨٥ م.
(٤) الموافق ٢٦ جانفي ١١٤٣ م.
(٥) الموافق ١١٤ ـ ١١٤٥ م.