القرطاس : خرج تاشفين ليلا ليضرب في محلة العدو فتكاثرت عليه الخيل والرجال وكانت ليلة مظلمة ممطرة وهي ليلة تسع وعشرين من رمضان سنة / تسع (ص ٦٣) وثلاثين وخمسمائة (١) ففرّ أمامهم وكان بجبل عال منيف على البحر فظن أن الأرض متصلة فأهوى بفرسه من شاهق بإزاء رباطة وهران فمات. وقال الحافظ أبو راس في عجائب الأخبار وسائر كتبه المؤلفة في التاريخ : إنه لما طال عليه الحصار بوهران وعلم أنه لا طاقة له ودّع خواصه وخرج ليلة عيد الفطر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة إلى جبل هيدور وهو جبل وهران على فرس عتيق وحملها (كذا) على شاهق فتردى به في بعض الأخاديد فمات ومن الغد وجد.
وقوله رضياللهعنه في عجائب الأسفار أن ذلك سنة إحدى وأربعين وخمسمائة سبق قلم.
وقال أبو الفدا صاحب حماة في المختصر ، فلما كان ليلة تسع وعشرين من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وهي ليلة يعظمها المغاربة سار تاشفين في جملة يسيرة مختفيا ليزور مكانا على البحر فيه متعبدون وصالحون بقصد التبرك فبلغ الخبر مقدم جيش عبد المؤمن واسمه عمر بن يحيى الهنتاني فساروا وأحاط به فركب تاشفين فرسه وحمل ليهرب فسقط من جرف عال فمات. وقال أبو إسحاق الشاطبي في الجمان إن تاشفين لما هرب من تلمسان اتبعوه إلى أن نزل بمرسى وهران فحاصروه بها ودخلوا عليه فلجؤه (كذا) إلى جرف عال فرمى بنفسه وهو راكب على فرسه من أعلا (كذا) الجرف فاندق عنقه وعنق فرسه في تلك السنة. ا ه.
قال شيخنا الزياني في دليل الحيران وأنيس السهران ، والموضع الذي مات فيه يعرف إلى الآن بمكبّ / الفرس قرب حمام سيدي دادّ أيوب ما بين وهران (ص ٦٤) والمرسى (الكبير) ثم أنه لما وجد من الغد ميتا بأزاء البحر أخذ وصلب على جذع واجتزّ رأسه وحمل لتنمليل فعلق بها على شجرة صفصاف عالية ولما صلب بوهران استأصل القتل أصحابه وتفرقوا فهرب بعضهم للنهر المنحدر من رأس العين وهو نهر وهران وكان مشعرا وبه غيظ ملتف بعضه ببعض فأضرم الموحدون
__________________
(١) الموافق ٢٥ مارس ١١٤٥ م.