ثم لحقه الخبر بأن البعض من أولاد الناصر دخل مراكش فرجع إليه من سبتة ومات بالطريق مفقوعا بوادي العبيد. وفي أيامه سنة سبع وعشرين من السابع (١) كان ابتداء أمر بني عبد الوادي.
ثم ابنه عبد الواحد بن إدريس المأمون الملقب بالرشيد وتقاتل مع يحيى وهو ابن أربعة عشر سنة فهزم يحيى بجيشه واستقر بملكه وهرب يحيى لرباط تازة فغدر به عرب المعقل وقتلوه وأتوا برأسه وبقي بملكه بمراكش إلى أن قتل غريقا في سهريج (كذا) بستان له وكان حسن السياسة وأعاد اسم مهديهم في السكة والخطبة وقمع العرب لكنه لما استقر أمره تخلى للذّات فلم يخطب له بالمغرب الأوسط وإفريقية.
ثم أخوه أبو الحسن علي المعتضد ويقال له السعيد بن إدريس المأمون وكان بطلا (كذا) شجاعا مهابا له إقدام في الحروب والنجدة فاق بها سلفه وهو الذي حرك / على يغمراسن بن زيان بتلمسان وحاصره بقلعة تمزريغت الغربية ببني (ص ٨٧) ورنيد قرب تلمسان وقبلة وجدة إلى أن قتله يغمراسن بها بالجبل وعمل له جنازة الملوك ودفنه بالعبّاد.
ثم أبو حفص عمر بن أبي إبراهيم إسحاق بن يوسف بن عبد المؤمن ابن علي ، قال بعضهم ، بويع له بمراكش يوم الأربعاء غرّة ربيع الأول سنة ست وأربعين من السابع (٢) قال ابن رشيق في تاريخه المسمى بميزان العقل ، هذا وهم فإن السعيد توفي يوم الثلاثاء منسلخ صفر ولا يمكن أن يصل الخبر بموته من تلمسان إلى مراكش في ليلة واحدة والصحيح أن بين موت السعيد وبيعة أبي حفص المرتضى مهلة نحو العشرة أيام ه. وفي أبي الفدا أن بيعة المرتضى في ربيع الأخير وبه ظهر الوهم الذي قال عليه ابن رشيق لما ردّ على غيره فاستقام له الأمر من سلا لسوس الأقصا وغزا (كذا) فاسا سنة ثلاث وخمسين وستمائة (٣) فانهزم وأخذ أبو يحيى المريني محلته ودخل مرّاكش في فلّه إلى سنة
__________________
(١) الموافق ١٢٢٩ ـ ١٢٣٠ م.
(٢) الموافق ٢٤ جوان ١٢٤٨ م.
(٣) الموافق ١٢٥٥ ـ ١٢٥٦ م.