السابع (١) ونهب المصموديون قصره واستباحوا حريمه ، ثم يحيى بن محمد (ص ٨٥) الناصر باتفاق الموحدين على بيعته وخالفهم عرب / الخلط وهسكورة وقام عليه بإشبيلية إدريس المأمون بن يعقوب المنصور وثارت عليه جماعة من أهل مراكش وانضم إليهم العرب ووثبوا عليه بمراكش فهرب للجبل ثم زاد العرب المعقل بفج عبد الله من رباط تازة فغدروا به وقتلوه وكانت مدته بأسرها مزاحمة للمأمون وولده الرشيد. ثم إدريس المأمون بن يعقوب المنصور بإشبيلية وكان فصيح اللسان فقيها حافظا للحديث ضابطا للراوية عارفا بالقراءة حسن الصوت والتلاوة إماما في اللغة والعربية والأدب وأيام العرب كاتبا مداوما على البخاري وسنن أبي داوود عالما بأمور الدين والدنيا شهما حازما شجاعا مهابا سفاكا للدماء لا يتقيها طرفة عين شاعرا ، فمن شعره متمثلا :
تكاثرت الظبا على خدّاش |
|
فلم يدر خدّاش ما يصيد |
وأطاعته العدوتان وخرج عليه المتوكل بن هود شرقي الأندلس واستولى على الأندلس ففارقها المأمون وجاز لمراكش فاستقرّ بها وتتبع الخارجين على من قبله من الخلفاء فقتلهم عن آخرهم وهم أربعة آلاف وستمائة وجزّ رؤوسهم وعلّقها بمراكش وكان زمان الصيف فنتنت المدينة وتضرر الناس بالرائحة فرفعوا أمرهم إليه فقال تلك رائحة طيبة للمحبّين وكريهة للمبغضين وأنشد يقول :
أهل الحرابة والفساد من الورى |
|
يعزون في التشبيه للذكّار |
ففساده فيه الصلاح لغيره |
|
بالقطع والتعليق بالأشجار |
(ص ٨٦) / من رآهم ذكرى إذا ما أبصروا |
|
فوق الجذوع وفي ذروى الأسوار |
وكذا القصاص حياة أرباب النّهى |
|
والعدل مألوف بكل الجوار |
لو عمّ حلم الله سائر خلقه |
|
ما كان أكثرهم من أهل النّار |
ولكثرة سفكه للدماء سموه حجاج المغرب وأمر بإسقاط اسم مهديهم من الخطبة وإزالته من السكة المربعة وقال لا مهدي إلّا عيسى وعمل فيه رسالة وكان خطيبا فأفصح بتكذيبه وضلاله فيها. وثار عليه أخوه بسبتة فسار إليه وحاصره بها
__________________
(١) الموافق ٤ أكتوبر ١٢٢٧ م.