عبد الله بن مسلم جيشا لحرب محمد بن عثمان فهزمه الوزير هزيمة بليغة وجاءته البشارتان بالهزيمتين وفيها بايعته أهل البطحاء ، ومستغانيم ومزغران وجهز جيشا بعثه مع وزيره موسى بن برغوث لفتح وهران فكانت الدائرة على وزيره وهر جيشه وكبّ به فرسه فأخذ أسيرا وبعث به للمغرب وحرك عليه فيها أبو سالم المريني بجنود كالجراد المنتشر فدخل تلمسان وخرج أبو حمّ وتوجه للمغرب فدوّخه وبعد أربعين يوما فتح تلمسان من يد أبي سالم ودوّخ بني وطاط كثيرا ومات في تلك الواقعة سقير بن عامر فحمله بجنازة الملوك ودفنه بالعبّاد وكان في موته راحة له لأنه خادعه غفلة وأراد غدره لميله لبني مرين فأراحه الله منه وتلك عادة بني عامر بكبيرهم وصغيرهم. ثم نهض للجبهة الشرقية فدوّخها وفي سنة اثنين وستين من الثامن (١) فتح وهران عنوة على يد أبي موسى عمران فارس الولادي وسلّم له أبو سالم المريني الجزائر فاجتمعت له الجهة الشرقية وجاءه محمد بن موسى اليزناسي طريدا فآواه وأحسن إليه ولله درّ القائل :
تطاول دائي فاستفزّ منامي |
|
وطال سهادي واستطال سقامي |
وحرمت سبعا ليس للنفس بعدها |
|
مقام بطيب وجدّ حزامي |
منامي وعقلي والفؤادي وعبرتي |
|
وقلبي ولبّي والتذاذ طعامي |
واصطلح مع أبي سالم المريني أمير المغرب فردّ كلّ واحد الأسارى لصاحبه وذهب وزيره أبو محمد عبد الله بن مسلم للجهة الشرقية فمهدها ومات والده أبو يعقوب بالجزائر في شعبان تلك السنة فحمله ودفنه بباب أيلان وبنا (كذا) عليه المدرسة اليعقوبية ونقله لجوار أخويه أبي سعيد وأبي ثابت ولما كملت المدرسة نقل الثلاثة لها وجعل أطعمة ورتب أوقافا ، وأتاه خالد بن عامر صحبة محمد بن عمر للاختلاس فبعث لهما ابنه أبا تاشفين وعمران بن موسى فهزمهما ببني ورنيد ورجع أبو تاشفين منصورا ، وفي أربع وستين (٢) من الثامن / جهز جيشا كثيفا لوزيره وأمره بطرد أبي زيان الراشدي أو الفتك به وبخالد (ص ١٢٥) ابن عامر القاتل لأخيه شعيب بن عامر غدرا ففرّا وأطردا عن الوطن. وفي خمس
__________________
(١) الموافق ١٣٦٠ ـ ١٣٦١ م.
(٢) الموافق ١٣٦٢ ـ ١٣٦٣ م.