ومعه مغراوة فجاؤوا مغرّبين به لجبل عياض ومنه للزاب وريغة ووارقلا وجبل مزاب وواد زرقون وغزوا أولاد عريف ساروا إليهم عشرة أيام بلياليها (كذا) فصبحوهم بواد ملّال فاستباحوا مالهم وقتلوا كثيرا من رجالهم من جملتهم عثمان ابن وزمار بن عريف السويدي فهذه الواقعة هي باكورة السّعد. ثم جاءهم البشير بموت أبي عنان فاستبشروا بنيل المراد. ثم بايعوه في خامس محرم سنة ستين من الثامن (١) وجاؤوا مغربين إلى أن وصلوا إلى مكرّة فسمع أهل وطن تلمسان فأتوه من كل حدب ينسلون (كذا) ثم زادوا لتلمسان وبها محمد بن أبي عنان فنزلها وحاصرها ثم دخل أقادير بعد حروب فسأل منه بنوا مرين الأمان فأمّنوا وأسلموا البلد. وبايعوا أبا حمّ فدخلها بعد صلاة ظهر يوم الخميس غرة ربيع الأول تلك السنة (٢) ولما جلس على كرسي المملكة أنشأ يقول قصيدته الميمية التي من الطويل الذاكر فيها أحواله من حين مجيئه من تونس إلى حال دخوله تلمسان مطلعها :
جرت أدمعي بين الرّسوم الطّواسم |
|
لما شطحتها من هبوب الرّواكم |
وقفت بها مستفهما لخطابها |
|
وأي خطاب للصعاب الصلادم |
وانظر تمامها في الدر والعقيان ، أو بغية الرواد ، أو زهر البستان ، أو دليل الحيران ، أو لباب اللباب ، وكان أهم ما بدأ به الإحسان إلى أنصار الدولة ثم لوفود التهنئة ثم التفت إلى قبيله فاستركب منهم في يوم واحد ألفي فارس وضبط ملكه وأسّسه واجتمع بأبيه أبي يعقوب وابنه أبي تاشفين في عام الستين من الثامن فجهّز لأبيه جيشا دوّخ به المشرق وأخذ يحيى البطيوي بوانسريس أخذا وبيلا وفتح المدية ومليانة عنوة وأسر ما فيها من شيعة بني مرين واصطلح مع أبي سالم المريني لما أفضت الخلافة إليه في عام الستين المار وجهز لابنه أبي تاشفين في (ص ١٢٤) عام إحدى وستين من الثامن / جيشا (٣) لحرب أبي زيان بن أبي يحيى الراشدي ففرّ أبو زيان واستولى أبو تاشفين على المال والذراري ، ولوزيره أبي محمد
__________________
(١) الموافق ٧ ديسمبر ١٣٥٨ م.
(٢) الموافق ٣١ جانفي ١٣٥٩ م.
(٣) الموافق ١٣٥٩ ـ ١٣٦٠ م.