واجعل لنا مخرجا في أثره فرجا |
|
فكم تعامل بعد الضيق بالفرج |
وصل صلاة على المختار من مضر |
|
ما لاحت الشّهب في الأفق كالسرج |
وتحرك لتدويخ المغرب بجميع عساكره شرقا وغربا فنزل جبل دبدوجاس خلال دياره ثم لثنية تيزى ، ثم فرط ، ثم لثنية بلزوز ، وقرية تابريد ، وغارت خيله لتازة ثم كرّ قافلا لتاوريرت فهدم أسوارها وخربها وعاد لحضرته العالية فدخلها سنة سبع وستين منه (١) وصرف إلى كوّر قطره جميع قواده فبعث إلى تجين راشد ابن أبي يحيى ، وإلى منداس ونزمار ، وإلى وانسريس إبراهيم بن محمد ، وإلى شلف عطية بن موسى ، وإلى المدية وادفل بن عبّ ، وإلى تدلس ابن راشد ، وإلى وجدة موسى بن خالد. وحرك عليه في سنة إحدى وسبعين من الثامن (٢) أبو فارس عبد العزيز أبي الحسن المريني بجيوش عظيمة فأفرج له عن تلمسان وقصد نحو المشرق بجنوده فدخل لتلمسان أبو بكر بن غازي وزير أبي فارس ثم دخلها أبو فارس المريني في أثره في عاشوراء سنة اثنين وسبعين من الثامن (٣) ولما حل بقصر الإمارة ألفى مكتوبا بحائطه هذه الأبيات من شعر أبي حمّ موسى بن يوسف الزياني ونصّها :
ساكناها ليالي آمنينا |
|
وأياما تسرّ الناظرينا |
(ص ١٢٨) / بناها جدّنا الملك المعلّا |
|
وكنا نحن بعض الوارثينا |
فلما أن جلانا الدّهر منها |
|
تركناها لقوم آخرينا |
فأمر عبد العزيز بتبديلها فقالوا في تغييرها :
سكنّاها ليالي خائفينا |
|
وأياما تسوء الناظرينا |
بناها جدّنا شيخ المعاصي |
|
وكنّا نحن شرّ الوارثينا |
فلمّا أن جلانا السيف عنها |
|
تركناها لقوم غالبينا |
ونظير هذا ما وقع للعلامة الشيخ أبي علي الحسن بن مسعود اليوسي رضياللهعنه فإنه لما رأى البيت التي (كذا) قيلت في مدح مسيلمة الكذاب وهي :
__________________
(١) الموافق ١٣٦٤ ـ ١٣٦٦ م.
(٢) الموافق ١٣٦٩ ـ ١٣٧٠ م.
(٣) الموافق ٤ أوت ١٣٧٠ م.