علوت بالمجد يا ابن الأكرمين أبا |
|
وأنت غيث الورى لا زلت رحمانا |
أبدلها بقوله :
سفلت بالكفر يا ابن الأرذلين أبا |
|
وأنت شرّ الورى لا زلت شيطانا |
قال التنسي في نظم الدر والعقيان : وما قاله المولى أبو حمّ وقيل فيه من الشعر فكثير. وأما حروبه ووقائعه في العرب وزناتة وسوق عمال بني مرين إليه في السلاسل وحركته إلى بلادهم وتحركه عليهم وما كان بينه وبينهم من الوقائع ، فأمر لا يحاط به. وقد تولى ذلك صاحب بغية الرواد وصاحب زهر البستان ه. وكان رحمهالله له اعتناء بالعلم وأهله في الغاية. وفي وقته كان شريف العلماء وعالم الشرفاء أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن يحيى بن محمد بن القاسم ابن حمّو فكان له محبا ومعظما ودرّس التفسير بالمدرسة اليعقوبية وحضر الخليفة أبو حمّ للختم وأطعم الناس فكان موسما عظيما. وقول الحافظ أبي راس في عجائب الأسفار أن أبا عبد الله الشريف وابني الإمام أبا زيد وأبا موسى وفدوا على أبي حمّ موسى بن يوسف فإنه صحيح بالنسبة لشريف العلماء ، وسبق قلم بالنسبة لابني الإمام لأنهما كانا في وقت أبي حم الأول في الوفود ، لا الثاني فكلامه فيه تلفيف رحمهالله وصنف رضياللهعنه كتابا أدبيا لولده خليفة عهده أبي تاشفين سمّاه : نظم السلوك في سياسة الملوك ، أتى فيه بالعجب العجاب (١) وأودعه من رائق نظمه ما يزري بأولي الألباب. ثم حصلت السعاية الخبيثة بينه وبين ولده أبي تاشفين الخليفة من بعده فعمد أبو تاشفين لأبيه أبي حمّ وخلعه من الملك وأسكنه بعض حجر القصر ووكّل به من لا يدعه يخرج ثم استلبه من الأموال والذخائر وبعثه لقصبة وهران فاعتقله بها واعتقل سائر إخوته بتلمسان ثم / قتلهم (ص ١٢٩) سنة ثمان وثمانين من الثامن (٢) وبعث لأبيه بوهران من يقتله فأغلق الباب في وجوههم وصعد لجدران القصبة واستصرخ أهل البلد فأتوه من كل جهة وتدلّى لهم بعمامته والرهط واقف بباب القصبة فسألوا الأمان وطلبوا النجاة واجتمع أهل البلد عليه
__________________
(١) حقق هذا الكتاب ونشره الأستاذ عبد الحميد حاجيات ضمن كتابه : أبو حمو موسى الثاني.
(٢) الموافق ١٣٨٦ ـ ١٣٨٧ م.