الشماريخ والليطنيون من ولد ليطن بن يونان. وقال في موضع آخر منه أن الليطنّيين وهم الكتيم المعروفون بالروم من بني يونان. وقال في موضع آخر أيضا منه والمحققون ينسبون الروم جميعا إلى يونان الإغريقيين ، والليطنيين. ويونان معدود في التورية من ولد يافث لصلبه واسمه فيها ياقمان. وعن البيهقي أن يونان ابن علجان بن يافث ولذا يقال لهم العلوج وأن الشعوب الثلاثة وهم الإغريقيون والليطنيون والعلوج من يونان ، والليطنيون من ولد ليطن بن يونان كما مرّ وأن الإسكندري الرومي منهم ه. وفي الإصحاح العاشر من التورية / أن الليطنيين (ص ١٤٧) وهم الكتّيم من ولد كتّيم بن يونان بن يافث بن نوح. قال شيخنا الزياني في دليل الحيران فأنت ترى أنهم من ولد يافث بلا خلاف وإنما الخلاف في وجه اتصالهم به على ثلاثة أقوال ومرجعها إلى قولين وهما كون يونان ولد يافث لصلبه أو حفيده. والصحيح أنه حفيده ، لأن يافث له اثنا عشر ولدا على الصحيح وهم : كومر ، وياوان ، وماغوغ ، وطوبال ، وماسخ وطيراش ، وماذاي ، وشئويل ، وعلجان ، وأندس ، وست ، وسوس ، وأن الإسبانيين أخوة الفرنج وهم الفرنسيس ، والطليان ، والبرتقال ، لاشتراكهم في اللتانة والكتوليكية وهي اتباعهم للبطرك وهو الباب وضربهم للناقوس واعتكافهم على الأصنام في البيع.
وقال الحافظ أبو راس في عجائب الأخبار ، لا شك أنهم فرقة من الروم لا من الفرنج بدليل ما ذكره شهاب الدين الخفاجي على الشفا من أن كتاب النبي صلىاللهعليهوسلم الذي كتبه إلى هرقل عظيم الروم يقال له بالرومية أراقليوش يدعوه للإسلام هو الآن عند ملك طليطلة. وقد أراه لابن الصائغ النحوي لما أوفده عليه سلطان مصر قلاوون ، ثم قال أيضا وقد سمعت أنه عند النامسة (١) المجاورين للموسك ه. ومعلوم أن الإسبانيين هم الذين أخذوا منا طليطلة. وفي الأنيس المطرب أن الناصر بن المنصور لما غزى (كذا) الأندلس بجيش يضيق عنه الفضاء وسمع الفنش (الفونسو) وملوك النصارى بذلك واهتزمت منه ملوك الروم جاءه منهم بيونة لإشبيلية مستسلما خاضعا بهدية عظيمة مقدما بين يديه كتاب النبي صلىاللهعليهوسلم الذي كتبه لهرقل عظيم الروم يستشفع به ويعلمه أن الملك عنده
__________________
(١) يقصد النمسا.