بالرجوع لذلك الدين ، وأنّ من تنصّر من المسلمين يوقف حتى يظهر حاله ، وأنه لا عقاب على من قتل نصرانيا أيام الحرب ، وأن لا يؤخذ منه ما سلبه منهم أيام العداوة ، وأن لا يكلف المسلم بضيافة أجناد النصارى ، وأنهم لا يزيدون في المقام على العتاد ، وأن ترفع عن المسلمين جميع المظالم ، وأن ترفع عنهم جميع المغارم ، وأن لا يطلع النصراني للسور ، وأن لا يتطلع على دور المسلمين ، وأن لا يستطلع على عوراتهم ، وأن لا يدخل لمساجدهم ، وأن يسير المسلم في بلاد النصارى آمنا من كل شيء ، وأن لا يجعل المسلم علامة كما يجعلها اليهودي ، وأن لا يمنع المؤذن من الأذان ، وأن لا يمنع المصلي من الصلاة ، وأن لا يمنع الصائم من الصيام ، وأن لا يمنع الحاج من الحج ، وأن لا يمنعوا المسلمين من إقامة المواسم ، وأن لا يتعرضوا لهم في النكاح وغيره ، وأنّ من ضحك من النصارى على المسلمين يعاقب ، وأن لا يحجروا عليهم في مقابرهم ، وأن يوافق على كل شرط من الشروط صاحب رومة ، وأن تكون موافقته بخط يده ، وخاتمه معا ، إلى غير ذلك من بقية الشروط. ودخل أهل البشرات في ذلك وكان / دخوله لها في ربيع الأول سنة سبع وتسعين منه (١) وذهب سلطان (ص ١٤٩) غرناطة لفاس بأن خرج على مليلية فاستقر به إلى أن مات وذهب عمه أبو عبد الله محمد الزغلي صاحب إش (كذا) للمغرب الأوسط فخرج على وهران ونزل بتلمسان واستقر بها إلى أن مات وكان خروجها في آخر شوال تلك السنة وصفت الأندلس بأجمعها للنصارى ولا حول ولا قوة إلّا بالله. فكان أول ما أخذوا لنا مدينة طليطلة سنة ثمان وتسعين من الخامس أخذها اذفونش بن فراند بن هراند صلحا من يد الأمير الظاهر من ولد إسماعيل بن عبد الرحمن ناصر الدولة الهواري. وآخر ما أخذوا لنا مدينة غرناطة سنة سبع وتسعين من التاسع وإنا لله وإنّا إليه راجعون. وإلى ذلك أشار الحافظ أبو راس في سينيته بقوله :
طليطلة هي باكورة فتحهم |
|
من الهواري رجعت لأذفنس |
ءاخر ذلك غرناطة حلّ بها |
|
ما لقت شقرة من الويل والركس |
من بعد عزّ بني نصر ومواقها |
|
طاغية ينظرهم نظر الشوس |
__________________
(١) الموافق جانفي ١٤٩٢ م.