كيف مال محمد بن الخير بن خزر المغراوي إلى الشيعة ، والتحق بالمعز لدين الله الفاطمي في القيروان ، وعاد مع جيش جوهر الصقلي إلى تيهرت وتم قتل اليفريني غدرا ، وخرب جوهر مدينة إيفكان وعاد محمد بن الخير إلى حكم وهران ، فبث فيها وفي غيرها الدعوة الشيعية الفاطمية العبيدية ، وقد استعرض أحداث الخزريين في هذا العهد الثاني وأشار إلى بناء مدينة وجدة عام ٣٨٤ ه من طرف زيري بن عطية ، وإلى فساد العلاقة بين زيري بن عطية ، والمنصور بن أبي عامر بالأندلس ، وختم هذا العهد وهذه الدولة بذكر أسماء حكام وهران خلال العهدين : المغراوي الخزري ، والشيعي الفاطمي ، وذكر أنهم ستة عشر حاكما ، عشرة مغراويون ، واثنان من أزديجة وعجيسة ، وواحد شيعي ، وواحد يفريني ، واثنان صنهاجيان. وأورد كذلك أسماء ملوك الأمويين المروانيين بالأندلس ، وعددهم ستة عشر ملكا وأسماء ملوك وخلفاء بني أمية بالمشرق وعددهم أربعة عشر ، وأسماء ملوك الشيعة العبيديين ، وعددهم أربعة عشر ملكا ، وملوك الأدارسة بالمغرب الأقصى وعددهم ثلاثة عشر. وملوك السليمانيين بالمغرب الأوسط وعددهم واحد وعشرون : أربعة بتلمسان ، وأربعة برشقون وثلاثة بجراوة ، وثلاثة بتاهرت ، وسبعة بتنس. وقد استغرق الحديث عن هذه الدولة ١٥ صفحة من المخطوط.
ثالثا : دولة المرابطين الملثمين ، ابتداء من يوسف بن تاشفين مؤسس مدينة مراكش ، وقد استعرض فيها أحداث هذه الدولة في المغربين الأقصى ، والأوسط ، والفتوحات والتوسعات التي قامت بها ، وبناء مدينة مراكش ، وأحداث وهران ومشاكلها خلال ذلك ، وذكر أن ملوك صنهاجة الملثمين ، الذين يبلغ عددهم اثنين وأربعين أميرا ينتمون إلى ثلاثة فرق هي :
١ ـ البولكانية : نسبة إلى بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي ، وعددهم خمسة وعشرون ملكا : عشرة بإفريقيا (تونس) ، وعشرة ببجاية وواحد بالمغرب الأوسط ، وأربعة بالأندلس.
٢ ـ المرابطون الملثمون اللمتونيون : وعددهم اثنا عشر.
٣ ـ الغانية : أو بنو غانية أولاد المرأة التي يقال لها غانية وهي بنت عم يوسف ابن تاشفين. وعدد ملوكهم خمسة ما بين بجاية وتونس.