سيق فرجعوا عنهم. ثم غزوهم بسيدي الأخضر من بلاد حميان فكان القتال بين الفريقين شديدا وصبر لهم هبرة صبر الكرام انجلا الأمر فيه على موت مائتي شجاع من هبرة وانجراح ثلاثين وموت ما يزيد على الستين من السبنيول وانجراح ما يزيد على السبعين. ثم غزوهم بيعلوا ثانيا وكان المصاف أسفل العقبة ونشبت نار الحرب بينهما وقت الضحى فلا ترى إلا رجال هبرة كأنها أسود هائجة في القتال يكرّون عليهم الكرّة الهلالية مرة بعد أخرى وحصلت الدائرة على الإسبنيول وأعان هبرة رجال شداد من بني شقران ومع السبنيول خيول أولاد علي ، وحصلت الهزيمة في الإسبانيين بسبب أولاد علي بعد ما مات من الإسبانيين عدد كثير ومن أولاد علي ما يزيد على الخمسين وركبت هبرة وبنوا شقران أكتافهم إلى وادي سيق وغنم هبرة وبنوا شقران جميع الأثقال وذاع الخبر في ذلك اليوم بفعل هبرة بالسبنيول. ثم غزوهم بعوينت الزيتون من بلد العبيد ، الشراقة خرج لهم من مزغران غفلة / فأثخن فيهم كثيرا ومات منهم ما بين الرجال (ص ١٥٢) والنساء والذراري ما يزيد على السبعمائة فضلا عمن انجرح ، وأخذ لهم النصارى جميع ما وجدوه عندهم من الدواب وغيرها وكان ذلك بإعانة أولاد حمدان من مجاهر فصار عدد هبرة يقل. ثم غزوهم بسيدي مبارك وذلك أن هبرة كانت مفترقة في النزول ما بين سيرات الشرقية والغربية والساحل والجبال ولم يكن منهم إلا البعض من أولاد هدّاج بن هبرة بسيدي مبارك بن بخباخ فصكّهم السبنيول ومعه جيشه من قيزة ، والونازرة ، وغمرة ، وشافع ، وحميان ، وكرشتل ، وبني زيان ، وأولاد عبد الله ، وأولاد علي ، وأحاط بهم إلى أن أسرهم عن آخرهم فبلغ الخبر لأخوتهم فأتوهم مسرعين وحصل القتال بينهم وبين العدو ففكوا جميع الأسارى من يده بعد أن مات من رجالهم في ذلك اليوم ما لا يعدّ وضعف بذلك حالهم ودخلهم التلاشي فذهب السبنيول بغنيمة الأموال ورجع هبرة بأسارى أخوتهم من الصبيان والنساء والرجال. ثم غزوهم بسيدي عبد المؤمن من مزغران وكان خندقا عظيما بالطرفا وغيره فكانت الدائرة لهبرة عليهم ومنحهم الله النصر فقتلوهم مقتلا شنيعا وظفروا بهم وبأموالهم بحيث ناب للواحد من هبرة من النّاضّ (١) ما يزيد على الثلاثين ريالا كبيرا وفضلا عن غيره. ثم غزوهم به ثانيا
__________________
(١) يبدو أن الناض عبارة عن قطع ذهبية ، وفضية ذات قيمة مهمة.