أعطونا عشرة ملايين (كذا) أي عددا كثيرا فيه عشرة ألف ألف ثم لإغبال ووادي تليلات وبه جاء الرسول للمزوال منصور بن عالم من عند كبير ترك تلمسان يسئله (كذا) أن يدع جيش الترك يذهب من تلمسان للجزائر ولا يتعرض له أحد وله ما شاء من المال فوافقه على ذلك ورجع لأهله بجيشه وذهبت المحلة النصرانية لمستغانم فمرت بالشيخ الزناقي ووادي هبرة وفرنكة وحلت بمزغران في ثالث عشرين جمادى الثانية تلك السنة (١) وخاب رأي كبيرها وفسد أمره ورجع لوهران ثم غزوا الرابطة والكرط على يد كبير الجيوش العربية وهو رابح بن صولة أحد أولاد علي بطن من بني عامر وأولاده يقال لهم الصوالة وهم الآن دوّار فخرجوا من وهران ومرّوا بالكرمة وبتنازات فنزلوا بأبيارها ثم صعد بهم مع وادي التفراوي إلى جبل غدالة ببلد ماخوخ ومشى على القطّارة إلى أن وصلوا لأزبوجة الكبيرة المطلة على واد للحمام المنفردة وحدها فاستراحوا بها ثم صعد بهم مع شعاب تيفرورة إلى الرابطة بأعلاها فترك بها بعض الجيش وذهب بالبعض للكرط ففعل بهاتين القريتين ما أراد الله فعله. وتكرّر غزوهم على الكرط إلى أن استاصلوا (كذا) أهله فهرب من بقي به وهم سبب خرابه إلى أن عمر بظهور الإسلام للآن ولما كبر رابح بن صولة وعمي تقعّد عن الغزو فأغار الحشم على أولاد علي فألفوه بالمراح فقتلوه. ثم غزوا فروحة بغريس أرض الشيخ سيدي محمد ابن يحيى مقري الجن فلقوا خيولا من أولاد عباد أحد بطون الحشم هنالك فاقتتلوا معهم إلى أن استشهد من أعيانهم العروسي أحد الأجواد بغريس قبلة كدية عظيمة فأخذوا رأسه وفرسه وانقلبوا لوهران. وغزوا غريسا أيضا وتخطوا فيه إلى أسفل / نسمط أرض لواتة بأراضي بني راشد. ثم في وسط الستين من (ص ١٥٨) العاشرة (٢) غزوا زاوية الشيخ أبي مهدي سيدي عيسى بن موسى التجيني ثم الزنداوي وهو نازل شرقي واد التاغية فأتته قنبرة وهي القوبع وجلست أمامه وصارت تذري التراب على رأسها وتصوّت شديدا وكان الشيخ عارفا بزجر الطير فأمر زاويته وأهله بالرحيل فورا فارتحلوا وعبروا النهر ودخلوا في غيظة كبيرة يقال
__________________
(١) الموافق ٢١ أوت ١٥٤٦ م.
(٢) الموافق حوالي جوان جويلية ١٥٥٣ م.