عبد الله ليرجع عن الغزو وهو بملوية فأبى وتمادى على غزوه فرجع خائبا ، وهذا اليعقوبي هو الذي كلم الشيخ أبا مدين في قبره على عز التّرك فقال له أبو مدين ما كان باش نبدلهم إذا أرادت أن تكون في موضعهم فذلك فقال لا. قال أبو العبّاس أحمد نزيل العبّاد ولما سمعت الكلام من الطاق (١) الفوقي الذي عن يمين الداخل دنوت فجذبني / من خلفي شيء فالتفت فلم أر شيئا ثم أردت الدنوّ (ص ١٦٥) ثانيا وثالثا فمنعت من ذلك. انظر البستان. ثم فيليب الثاني تولّى سنة ثلاثا وسبعين وتسعمائة (٢) وبقي في الملك اثنين وأربعين سنة ووهران تحت حكمه. ثم فيليب الثالث تولى سنة خمسة عشر وألف وبقي في الملك ثلاثا وثلاثين سنة ودخلت مدينة العرايش بالمغرب الأقصا في حكمه سنة تسعة عشر وألف (٣) بإعطاء سلطان المغرب محمد الشيخ السعدي إيّاهم فبقيت تحت حكمهم إلى أن نزعها منهم مولاي إسماعيل بن علي العلاوي سلطان المغرب سنة واحد ومائة وألف (٤) بعد محاصرته لها ثلاثة أشهر بالحرب المتصل ولم يفتحها حتى جعل لها لغما هدّ به سورها واقتحمها حينئذ وقتل منهم ألفين وأسّر نحو الإثنا عشر مائة وذلك مبلغ عمارتها فلم يفلت منهم أحد وألفى بها خزائن البارود ونحو المائة وثمانين نفضا منها اثنان وعشرون نحاسا واحد يسمى الغصّاب في طوله خمسة وثلاثون قدما وزنة كورته خمسة وثلاثون رطلا يحلّق عليه بقرب خزنته أربعة رجال وقد بقيت بأيديهم اثنين وثمانين سنة. ثم فيليب الرابع تولى سنة ثمان وثلاثين وألف (٥) وبقي في الملك أربعا وأربعين سنة. وفي ولايته غزى إبراهيم باشا الجزائر وهران في وسط القرن الحادي عشر ونصب عليها المدافع والبونبة (كذا) من المائدة وهي سطح جبل هيدور المطل على وهران فهو أول من فعل ذلك من الأتراك فامتنعت عليه ورجع مؤيسا (كذا) منها إلى مملكته بالجزائر وإلى ذلك أشار الحافظ أبو راس في سينيته بقوله :
__________________
(١) يقصد النافذة.
(٢) الموافق ١٥٦٥ ـ ١٥٦٦ م.
(٣) الموافق ١٦١٠ ـ ١٦١١ م.
(٤) الموافق ١٦٨٩ ـ ١٦٩٠ م.
(٥) الموافق ١٦٢٨ ـ ١٦٢٩ م.