ثماني عشرة وتسعمائة وبقي في الملك تسعة أعوام ولم تطل سلطنته لكثرة سفكه للدماء وهذه عادة الله في السلاطين والأمراء والحكام إذا أكثروا سفك الدماء لا يطيل لهم مدة وهو الذي فتح مصر وأزال الدولة الجركسية وفتح حلب والشام وغيرها من البلاد وجهّز الجيوش لخير الدين بن المدلية ففتح الجزائر ثم جهّز الجيوش لدرغوث ففتح طرابلس الغرب. ثم سليمان شاه خان تولى سنة ست وعشرين وتسعمائة (١) وذلك يوم موت والده المذكور وبقي في الملك تسعا وأربعين سنة وعاش أربعا وسبعين سنة وكان سعيدا ذا خيرات حسان وهو الذي فتح بغداد دار السلام وعراق العرب وجهز الجيوش لإخراج النصارى من إفريقية وبجاية فأخرجوا وألطف تاريخ وضع فيه تاريخ العراق. ثم سليم خان الثاني تولى سنة أربع وسبعين وتسعمائة (٢) وبقي في الملك تسعة أعوام وكان كريما رؤوفا بالرعية حليما عفوا عن الجرائم محبا للعلماء والصلحاء محسنا للعلماء والمشايخ والفقراء وفتح بلادا كثيرة منها جزيرة قبرس وغيرها من البلاد الكبار المشهورة. ثم مراد خان الثالث تولى سنة اثنين وثمانين وتسعمائة (٣) وبقي في الملك عشرين سنة وكان مهابا هماما ، وأسدا ضرغاما ، وهزبرا مقداما. ثم محمد خان الثالث تولى يوم موت والده وهو سنة ثلاث وألف (٤) وهو ابن خمسة عشر سنة وبقي في الملك تسعة أعوام وكانت سلطنته خالية من الأكدار وهو الذي فتح أكرى (٥) التي تجيشت عليه النصارى فيها لقتاله بما يزيد على أربعمائة ألف مقاتل ومنحه الله النصر عليهم فهزمهم إلى أن صار يقتل بعضهم بعضا من الزخام. ثم ابنه أحمد خان الأول تولى يوم موت والده وهو سنة اثنا عشر وألف (٦) وبقي في الملك أربعة عشر سنة قهر جميع الأعداء وله مئاثر (كذا) حسان في مكة والمدينة لم يسبقه أحد إلى مثلها من آل عثمان وهو الذي أرسل إلى الروضة المطهرة على صاحبها
__________________
(١) الموافق ١٥٢٠ م.
(٢) الموافق ١٥٦٦ م.
(٣) الموافق ١٥٧٤ م.
(٤) الموافق ١٥٩٥ م.
(٥) لم نتعرف على موقعها.
(٦) الموافق ١٦٠٣ م.