أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، الكوكب الدري الذي لا قيمة له واستولى على بلاد متعددة قيل إلى حد بروسيا. / ثم مصطفى خان بن محمد خان تولى يوم موت (ص ١٨١) أخيه وهو سنة ستة وعشرين وألف (١) وبقي في الملك ثلاثة أشهر وخلع نفسه في ربيع الأول سنة سبع وعشرين وألف (٢) وكان من أهل الفضل والعبادة ، والصلاح والإجادة ، لا يلتفت إلى الدنيا وزهرتها ، ولا يميل إلى زينتها ونضرتها ، متجنبا لها وعنها ، وهاربا ومستوحشا منها وأجدره بقول الشاعر الأديب الخرير الحاذق البارع الماهر :
لاحت له الدنيا تريد خداعه |
|
لاكنّه (كذا) بغرورها لم يخدع |
وتزينت لتروقه بجمالها |
|
فأبى وطلّقها طلاق مودع |
ثم عثمان خان تولى يوم خلع عمه مصطفى نفسه وهو سنة سبع وعشرين وألف وبقي في الملك خمسة أعوام واستولى على بغداد وما وراءه وغزى الفرنج وانتصر عليه ثم أراد السفر للحج فقام عليه العسكر وقتله بخامس رمضان سنة اثنين وثلاثين من الحادي عشر (٣) وقال فيه بعض الشعراء :
قضى عثمان سلطان البرايا |
|
بأسياف العساكر والجنود |
ووافته المنايا في السّرايا |
|
مؤرخة كعثمان الشهيد |
ثم رجع للمملكة عمه مصطفى خان بن محمد خان المخلوع مرة ثانية يوم موت ابن أخيه عثمان وبقي على عادته من رفضه للدنيا كالمرة الأولى وعدم مبالاته بها إلى أن خلع نفسه ثانيا لشهرين من توليته. ثم مراد خان الرابع تولى بموضع عمّه مصطفى يوم خلع نفسه وهو عام اثنين وثلاثين من القرن الحادي عشر (٤) وبقي في الملك سبعة عشر سنة وعاش ثمانا وعشرين سنة وكانت له مناقب كثيرة. ثم إبراهيم خان تولّى سنة تسع وأربعين وألف (٥) وبقي في الملك
__________________
(١) الموافق ١٦١٧ م.
(٢) الموافق فيفري مارس ١٦١٨ م.
(٣) الموافق ١٦٢٣ م. والحقيقة أن هذا هو مراد الرابع ، وليس عثمان هذا الذي أورده.
(٤) الموافق ١٦٢٣ م.
(٥) الموافق ١٦٤٠ م.