كيفية حمل الدنوش إلى الجزائر
وللباي شرط في الدخول للجزائر في كل ثلاث سنين إن لم يكن به عذر من مرض ونحوه وإلّا بعث خليفة الأول وهو خليفة الشرق عوضا عنه ويسمى هذا الدخول بالدنوش وسببه في كل ثلاث سنين الإعطاء لمال الدولة بيد الخزناجي والإعطاء للعوايد الجارية وفي يوم دخوله يقع المهرجان العظيم بالجزائر تخرج فيه أكثر الناس من البلاد لملاقاته والتفرج في ذلك المهرجان وصفته : أن الباي إذا قدم للجزائر لما يبقى بينه وبينها مسافة سير الاربع سوايع (كذا) ينزل في محل معزولة (كذا) يقال له حوش الباي ومنه يقدم للجزائر فيصل قبل الفجر لمحل يقال له عين الربط فينزل به إلى ارتفاع النهار وانفتاح الأبواب فيركب أرباب الدولة من الخزناجيات والأغوات وخوجة الخيل والديوان وغيرهم ويخرجون للقائه ومعهم نوبة الباشا تضرب عليهم فإذا وصلوا لقربه ركب / الباي (ص ٢١١) ومن معه تحت الألوية والرايات وتضرب نوبته ويتوجه نحوهم ولما يقرب منهم تسكت نوبته وتبقى نوبة الباشا تضرب ثم ينزل الباي ومن معه على خيولهم ويمشي خطوات ثم ينزل الخزناجي ومن معه ويسلم كل فريق على صاحبه ويجلسون في محل مرتفع هناك فتتسابق الخيل في جريها أمامهم عليها فرسانها ويضرب البارود ويسمى هذا بالملعب واللعب ثم يركبون جميعا ويقصدون الباشا ومن حين الركوب يشتغل الباي بتفرقة الدراهم ورميها على رؤوس الناس الواقفين يمينا وشمالا إلى أن يصل لمقر الباشا فينزل ويدخل على الباشا فيحييه بأحسن التحية ويؤدي له الطاعة بالمبايعة ويجلس هنيئة معه ثم ينصرف للمحل المعد من طرف الدولة لنزول الباي فينزل به ثم يباشر خدمته وكيله المقيم بالجزائر المسمى بوكيل الباي وتلك الرتبة لا تعطى إلّا لمن كان هو أهل لها فتأتيه في يومه الأول الأطعمة بما يتبعها ثم يشتغل في اليوم الثاني بتوزيع العوايد الجارية فأول ما يبدأ به الباشا فإذا كان باي الشرق فإنه يدفع بعد مبلغ وافر من المال ، البرانس ، والحياك ، والمصوغ ، وإذا كان باي الغرب فإنه يعطي بعد وافر المال ، العبيد والإيماء ، والحياك ، وريش النعام ، وبيضه ، والزرابي ، القلعية ، ثم يعطي لأرباب الدولة وأصحاب المناصب حتى الشواش وغيرهم عوايدهم. وبعد دفع العوايد اللازمة وغيرها تضيفه أرباب الدولة وأكابرها ويعطي فيها مالاءاخر (كذا)