عليهم فنزلوا بقرب وهران وأمّروه عليهم ، ولما حصل الصلح بينهم وبين عصمان رجعوا لأماكنهم بين مينا وشلف / وأتوا بقائد الذهب معهم فولوه عليهم وخرجوا (ص ٢٢١) عن حكم عصمان بموافقة باشا الجزائر على ذلك ثم فر لتونس وسببه أنه سمع من الباشا ما يكرهه ، ورءا (كذا) المحال قد اتفقوا على تمكينه بيد عصمان ليقتله ويبقوا تحت حكم عصمان لكون قايدا صار إذا ميّزوا عليه فرحا يعطيهم الصلة الكثيرة ظنا منه أنهم يحبون ذلك كسائر عرب زغبة وغيرهم وهم ينكرون منه ذلك ظنا منهم أنه أراد أن يتحدثوا به مع أهلهم إلى أن قالوا له يوما أيها الباي قد كثر غلطك معنا وسامحناك على ذلك فلا تعد لفعلك ولا تظن في نفسك أننا نتحدث بك وبعطائك عند المحليات ونشكرك بينهنّ فإذا أردت ذلك فافعله مع بني معين لا معنا فانظر كيف اختلف الظن من الجانبين ولما سمع ذلك فرّ لتونس ومكث بها إلى أن مات وبها ضريحه ولم أقف على تاريخ وفاته.
يحكى أنه لما حل بتونس استقر عند امرأة كبيرة فصارت تطبخ له وتغسل ثيابه وهو يكرمها بما أحبّ إلى أن مرض ببيتها فشمرت على ساق الجد في دوائه والإحسان إليه إلى أن برىء (كذا) فلم يجد ما يكافيها به إلا خاتم الملك فنزعها من أصبعه وأعطاها لها وقال لها بيعه لنفسك وعيشي في ثمنه فأعطته للدلال فكل من أخذه لا يطيق على شرائه لكونه خاتما ملوكيا وتحدث الناس بذلك إلى أن بلغ الخبر لملك تونس فأمرهم بإحضار الخاتم فأحضروه ولما نظره تيقن بأنه خاتم ملوكي فسألهم لمن هو فقال الدلّال أعطته لي العجوز الفلانية في المحل الفلاني لأبيعه لها فأحضرت لديه وسألها عنه فقالت أعطاه لي رجل مغربي هو في بيتي منذ كذا فأحضر قايد لدى الأمير وكان يسمع بخبره وكان كاتب سرّه جاء مرة لمرسى وهران ورءاه (كذا) بها لما كان بوهران فلما رءاه (كذا) الكاتب تيقن به معرفة فقام له إجلالا وعانقه غاية رغبة ورهبة فقال له باي تونس من هذا فقال له فلانا فعند ذلك أجلسه الباي عنده وقال له هذا مقامك إلى أن تموت أو يرد الله لك ملكك فحصلت بينهما مودة الارتباط وتزوج قايد هنالك بامرأة وأتى معها ببنت يقال أن من ذرية تلك البنت الوجيه السيد علي ولد مصطفى ولد محي الدين الذي هو الآن المترجم بالمحكمة الشرعية الفرانسوية بالمطلب الأول من وهران وهو من أعيان المخزن الآن وله كلمة نافذة في جميع الأمور وذو عقل