وفضحتنا علانية بلا سبب فضحك الله وعجّل بهلاكك لتستريح منك البلاد والعباد فرجع الباي ولما وصل لحمام أبي غرارة بأرض دوى يحيى ابتلاه الله بعلّة يقال لها الشهدة وهي حية عظيمة أصابته بين كتفيه وتعاظمت جدا وتخرقت كالشهدة وركبها الدود فحملوه لتلمسان في أرذل حالة ولما وصلها مات بالبيت التي بها دون علم أحد ، ولما دخلوا عليه من الغد ألفوه ميتا. وتوفي أبو ترفاس بعده بقليل في فصل الشتاء ليلة الجمعة الحادي والعشرين من ذي الحجة الحرام (ص ٢٢٨) سنة اثنين وتسعين ومائة وألف (١) /. وفيها ضحوة يوم الخميس عاشر رمضان (٢) توفي القطب العلامة الحافظ الشيخ عبد القادر المشرفي ورثاه تلميذه الحافظ أبو راس بهذه الأبيات الرائية (كذا) من الطويل :
لقد كان للإسلام كهفا وملجأ |
|
تراه في أقل الشئون ببادر |
له الباع في كل العلوم بأسرها |
|
سريع الجواب عنها ليس بضاير |
فيا لو رأيته بدرسه جالسا |
|
وحوله حلقة الأسود الهواصر |
كأنّ قمر الأفق في غيهب الدجا |
|
من بين كواكب النجوم الزواهر |
فيتلوا فرايد عليهم نفيسة |
|
بحسن بيان واختتام عواطر |
فتلقاها أنوار القلوب بديهة |
|
كنقش فصوص للخواتم بواهر |
يذلّل صعاب العلوم لهم كما |
|
يقرّب قاصيات عنهم نوافر |
له خلق كمثل أحنف الذي |
|
غرائبه مسطورة في الدفاتر |
تعود بسط الكف في بحور النّدا |
|
لقد فاق هرما ومعنى وعامر |
أيا ثرى الكرط كيف واريت سيّدا |
|
مآثره مثل البحار الزواخر |
لقد حلّ فيك العلم والحلم والتّقى |
|
فحسبك رهنا من كريم العشائر |
همام ثوى ضحى الخميس لعاشر |
|
من شهر رمضان الهدى والمغافر |
من سنة اثنين وتسعين قيّدوا |
|
من بعد المائة والألف أهل البصائر |
وهي طويلة. وفي تسعين ومائة وألف (٣) في وقت الباي خليل حلّ بالناس قحط
__________________
(١) الموافق ١٠ جانفي ١٧٧٩ م.
(٢) الموافق ٢ أكتوبر ١٧٧٨ م.
(٣) الموافق ١٧٧٦ ـ ١٧٧٧ م.