للآن وهو حسن باشا وكل ما صرف عليه هذا الأمير فمن عند الباشا. يحكى أن الباشا حسن لما بشّر بفتح وهران سرّ سرورا كثيرا ولما رأته زوجته فاطمة وخالتها حلّ به الطرب العظيم قالتا له كان اللائق بك لإتمام سرورك أن تبني بها جامعا عظيما يبقى ذكرك به مخلدا في الألسنة فعند ذلك أمر الباي ببنائه وبعث له بصندوقين مملوين (كذا) مالا واحدا بعد واحد ليصرف ذلك على البناء صحبة أمين البنائين محمد الشرشالي بن بيرت. ولما شرع في بنائه حفر أساسه في بستان تحت البرج الأحمر ، فألفى بالأساس قلّة معمرة ذهبا فصرفها في البناء أيضا وجمع لمنارته حجرا ضخما أتى به السخارة من برج الصبايحية في أربعة أيام متوالية وكلما صرفه الباي على الجامع مفصلا ومجملا فهو مذكور في دفاتره وضربنا عنه صفحا خشية السئامة (كذا) وابتدا (كذا) بنائه في السابع من الثالث عشر بعد فراغه من القلة وأتمّ بنائه في الثامن أو التاسع منه. وتاريخ ذلك مكتوب بالحجارة التي بها جملة الأشياء المحبّسة. وبنا (كذا) رحمهالله الجامع الأعظم قليل الوجود بالعين البيضا (كذا) من بلد المعسكر وأحاط به / المدرسة. وتاريخ (ص ٢٣٥) بنائه بمدرسته مكتوب بجانب محرابه ونسيته لطول العهد. كما بنا (كذا) جامع الكرط ، والجامع الأعظم بمدينة البرج ، إلى غير ذلك من شعائر الإسلام والتي عملها. وكتب على بعض حوائط البرج الأحمر تاريخ فتحه لوهران ومن فتحها وأي سلطان وباشا كان الفتح في وقته مع تاريخ دخوله لها ونصّه : ـ الحمد لله وحده فتحت وهران وأعادها الله للمسلمين وخرج الكفار منها أذلة صاغرين ، في سعادة المعظم السلطان الأفخم والخاقان الأفخم ، الخائف من مولاه الطائع الأواه ، السيد سليم نصره الله ، ودولة المعظم الأرفع والهمام الأنفع ، حسن باشا أيده الله على يد محي الدين كثير الغزو والجهاد ، وقامع أهل البغي ، والفساد ، السيد محمد باي بن عثمان باي وفقه الله ، في أوائل محرم الحرام سنة ست ومائتين وألف ، لتمام المرام ، ودخلها بتاريخ يوم الإثنين الرابع من رجب الأشرف سنة ست ومائتين وألف. ه ـ لكن في كثير النقل أنه دخلها في خامس رجب وربك أعلم بالصواب ، وإليه المرجع والمئاب. وكان محبا للطلبة ولذلك بنا (كذا) لهم المدرستين الأولى بالمعسكر والثانية بوهران.
يحكى أنه لما رفعت له الشكاية من أهل وهران بالطلبة وتكررت عليه أمر