وصراعهم ضد الوجود الإسباني في وهران والمرسى الكبير ، واستعرض الحكام الأتراك في الجزائر. وتفرغ بعد ذلك لاستعراض مقاومة الأمير عبد القادر بتوسع ، وقدم لنا قراءة جديدة لها سوف تسمح بأعادة النظر في فهم وتفسير الكثير من أحداثها. خاصة مواقف قبائل المخزن من الأمير عبد القادر ، ومواقفه هو منها.
وأوجز في التاريخ للأندلس الإسلامية ، وأورد قوائم للخلفاء الأمويين في الشرق ، والأندلس ، والخلفاء الفاطميين ، وسلاطين المرابطين ، والموحدين ، والزيانيين ، والمرينيين ، والسعديين ، في الجزائر ، والمغرب الأقصى ، وتتبع غارات الإسبان والفرنسيين ، على الجزائر وتونس ، في العصر الحديث ، وتحدث عن الحروب الصليبية خلال حديثه عن ملوك فرنسا.
وخلال كل هذا ، تحدث المؤلف على قضايا كثيرة ، تاريخية ، وفكرية وأدبية ، وثقافية ، واعتمد على مصادر كثيرة نثرية ، وشعرية ، مخطوطة ، ومطبوعة. مما أضفى على المخطوط القيمة العلمية المطلوبة. وهذا بغض النظر على أسلوب السجع الممل الذي اتبعه ، وركاكة اللغة في بعض الأحيان.
وإخراج هذا المخطوط إلى حيز الساحة الثقافية بعد مضي قرن كامل على تأليفه ، يدخل في إطار إحياء التراث الفكري بمفهومه الواسع للبلدان المغاربية أساسا ، والإسلامية بصفة عامة.
وهذا ما تقوم به مؤسسة : دار الغرب الإسلامي بقيادة رئيسها الفاضل السيد الحبيب اللمسي ، الحريص على أن يكون المثل والنموذج لعملية الإحياء هذه ، التي بدأها منذ عدة سنوات ، وأخرج إلى الساحة الثقافية تراثا حضاريا هاما ومتنوعا : في العلوم ، والآداب ، والتاريخ ، والسير ، واللغة ، والدين ، وغيرها ، وزوّد المكتبات العربية والعالمية بنصيب وافر ، من أمهات الكتب ، ونفائس المخطوطات ، وقدم للأجيال الصاعدة جهود الأجداد الضخم الذي شاركوا به في خدمة العلم ، والفكر ، والثقافة العربية الإسلامية ، والإنسانية العالمية.
وما إقدام هذه الدار ، ورئيسها الفاضل ، على طبع هذا المخطوط ، ونشره ، إلا دليل آخر على مدى الجهد الذي يبذله في هذا الميدان.