النسب لها ولفروعها ، وفرقها في الغرب الوهراني ، وذلك منذ عهد الأتراك حتى عهده هو أواخر القرن ١٩. وقد تتبع أصول هذه العائلات منذ القدم بالجزيرة العربية ، وخلال هجرة عرب بني هلال إلى هذه البلاد المغربية ، ووضح ذات الأصل العربي من غيره ، وتتبع تاريخ زعمائها من العهد التركي إلى عهده هو. وتأثر بابن خلدون في وضع شجرات نسب فرق وقبائل المخزن.
وقد عرف المزري المخزن بقوله : «إن المخزن هو الناصر للدولة كيفما كانت ، وحيثما وجدت وتملكت وباتت ، والنسبة إليه مخزني ، ومخازني ، مفرد المخازنية في تحقيق المباني وسمي بذلك لأنه يخزن بصدره ما يولمه إلى وقت الظفر وحصول الانتقام فيفعله بصاحبه وبه يلزمه ، وقد يطلق المخزن مجازا على دار الحاكم نفسها في المستبن ومنه قولهم إني ذاهب إلى دار المخزن».
ثم ذكر أن مخزن وهران على قسمين وهما : المخزن الشرقي والمخزن الغربي ، فالشرقي هو نجع المكاحلية ، وأولاد سيدي عربي ، وصبيح ، وأولاد العباس ، وغيرهم من أهل النواحي الشرقية من واد مينا إلى واد الشلف.
والغربي هو نجع الدواير ، والزمالة ، والغرابة ، والبرجية ، لا غير. فالدواير والبرجية إخوة يتناوبون الخدمة بينهما ويتداولونها وأصل الرياسة في الدواير للبحايثية ، وخلال عهد الأتراك صارت تدور بين ثلاثة فرق ومجموعات هي : البحايثية ، والكراطة ، والبناعدية. وصارت في عهد إيالة الدولة (الفرنسيس) للدوايرية ذات المحايثية. وهي نوبة بين هذه الفرق الأربعة بالترتيب ، ولو أن البحايثية هي أكثر الفرق التي تتولى رياسة المخزن.
وأصل الرياسة في البرجية نوبة بين فريقين في إيالة الترك وهما : النقايبية والبلاغة والزيانيون ، وفي عهد الأمير (عبد القادر) انتقلت لغيرهما ، ثم عادت لهما في عهد الفرنسيس مدة قبل أن تتمخض للنقايبية.
وينتمي البحايثية إلى أولاد المسعود من سويد ، وينحدرون من عرب بني هلال : المحال ، أو المطارف ، على خلاف في ذلك بين المؤرخين. وكان جدهم المسعود صاحب الرياسة على سويد خلال عهد بني مرين وبني زيان ، وتوارث أبناؤه الرياسة أبا عن جد خاصة في عهد الأتراك العثمانيين.